Share

دراسة عالمية جديدة تسلط الضوء على تألق قطاع البناء في الشرق الأوسط

تكاليف باهظة ونقص في العمالة تشهدها الأسواق الأخرى
دراسة عالمية جديدة تسلط الضوء على تألق قطاع البناء في الشرق الأوسط
مشاريع ضخمة لدفع النمو في قطاع البناء في منطقة الشرق الأوسط

وصف مسح جديد بعنوان الدراسة الاستقصائية الدولية لسوق البناء (ICMS) قطاع البناء في منطقة الشرق الأوسط بأنه “نقطة مضيئة نسبيًا” وسط سوق عالمية تعجّ بالتحديات.

يشير الاستطلاع الذي أجرته شركة Turner & Townsend الاستشارية الدولية التي تعنى بتقديم الخدمات المهنية، إلى أن أجزاء كثيرة من العالم تعاني من ارتفاع تكاليف البناء ونقص حاد في العمالة. ومع ذلك، يواصل قطاع البناء في الشرق الأوسط تحقيق نمو مرتفع، حيث تستثمر دول المنطقة في مبادرات التنويع الاقتصادي.

وتعليقًا على الدراسة، قال مارك، هاميل مدير شركة Turner & Townsend ورئيس قسم العقارات والبرامج الرئيسية في الشرق الأوسط: “تحافظ منطقة الشرق الأوسط على مركزها المحوري كوجهة للاستثمار، نظراً لتمتّعها بأفضل الخطط في مجال تحسين البنية التحتية وتطويرها. بفضل الدعم الحكومي وسلسلة المشاريع قيد التنفيذ، تصبو هذه المخططات الهادفة لإعادة رسم ملامح المنطقة على مدار العقد المقبل”.

نظرة إقليمية شاملة

ووفقًا للمسح ، تتصدر المملكة العربية السعودية المنطقة من حيث فرص المشاريع الجديدة ومبادرات الاستثمار الرئيسية في مجال البنية التحتية، بحيث بلغ متوسط تكلفة البناء في الرياض 2,379 دولارًا للمتر المربع. في هذا الإطار، تتوقع شركة Turner & Townsend ارتفاع التكاليف بنسبة 7.5 في المئة للفترة المتبقية من العام 2023، حيث تشهد السعودية استثمارات غير مسبوقة في “المشاريع الضخمة” الجديدة.

وضمن برنامج رؤية 2030، فإن نشاط البناء في السعودية يسير بخطى سريعة مع أمثلة ضخمة مثل “نيوم” والمشاريع الترفيهية الرائدة مثل “القدية” بالقرب من الرياض، على سبيل المثال لا الحصر.

من المتوقع أن يحقق سوق البناء في المملكة العربية السعودية ، الذي تبلغ قيمته 133.1 مليار دولار في عام 2022 ، معدل نمو إجمالي سنوي يزيد عن أربعة في المائة من عام 2024 إلى عام 2027.

وفي الوقت نفسه، سيستمر تطوير العقارات الفاخرة في دفع النشاط العمراني في الإمارات، ولا سيما في قطاع السياحة، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية العامة الجديدة، وفقًا للتقرير.

وظل متوسط تصاعد التكلفة لقطاع البناء في دولة الإمارات ثابتًا من العام 2022 إلى العام الحالي عند أربعة في المئة في أبو ظبي وخمسة في المئة في دبي.

وفي أجزاء أخرى من المنطقة، يلفت التقرير إلى أن وتيرة البناء في الدوحة آخذة في التباطؤ في أعقاب الفترة الصاخبة التي شهدها القطاع تحضيراً لبطولة كأس العالم لكرة القدم في العام 2022.

وفقًا للدراسة، تعدّ الدوحة حالياً أغلى موقع للبناء في المنطقة، بمتوسط تكلفة يبلغ 2,588 دولارًا للمتر المربع. وكانت قطر قد شهدت تضخمًا متواصلاً في التكلفة بسبب نشاط البناء المكثف خلال السنوات الأخيرة.

اقرأ أيضاً: تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على قطاع البناء

تحديات عالمية

تظهر بيانات الدراسة أن 74.2 في المئة من الأسواق العالمية تعاني من ارتفاع تكاليف البناء و “نقص المهارات”.

من خلال دراسة استقصائية شملت 89 مدينة عالمية، تهيمن الولايات المتحدة على تصنيفات أغلى الأماكن للبناء، في حين تحتل ستة من مدنها المراكز العشرة الأولى. تعدّ نيويورك السوق أغلى، حيث يبلغ متوسط تكلفة البناء 5,451 دولارًا للمتر المربع، في حين تليها سان فرانسيسكو بـِ 5200 دولار للمتر المربع.

كما أظهر الاستطلاع أن سوق البناء في الشرق الأوسط كان أقل تأثرًا باضطراب سلسلة التوريد وتراجع النمو الذي شوهد في أجزاء أخرى من العالم.

المخاطر والتوقعات

في حين تبدو إيجابية النظرة المستقبلية لقطاع البناء في الشرق الأوسط، حذرت شركة Turner & Townsend من أنه يجب تنسيق القدرات والموارد بعناية لتجنب المخاطر التي قد تهدد تسليم المشروع وتعويض المنافسة المتزايدة على العمالة.

“وفرة العمل يجب أن يقابلها تخطيط دقيق لتجنب مخاطر ارتفاع درجة حرارة الأسواق وارتفاع التكاليف. ينبغي أن تركز المخططات على التوريد الذكي الذي يعمل على تنمية القدرات المحلية ضمن القوى العاملة الماهرة، مع جذب الداخلين الجدد إلى السوق أيضًا. من شأن ذلك أن يضمن إنشاء المشاريع لسلاسل إمداد قوية وقادرة على الصمود، بدلاً من التنافس على الموارد”.

انقر هنا للاطلاع على المزيد من التقارير حول البناء والعقارات.