توقعت Strategy & Middle East أن يحقق الذكاء الاصطناعي التوليدي (GenAI) مكاسب اقتصادية قدرها 23 مليار دولار لمنطقة دول مجلس التعاون الخليجي. أكثر الدول استفادة هي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، بمكاسب سنوية تقدر بـ 17.5 مليار دولار. ومن المتوقع أيضًا أن تشهد قطر والكويت فوائد اقتصادية، بقيمة 2.6 مليار دولار و 1.6 مليار دولار على التوالي. كما تشير التوقعات أيضا إلى أن الاقتصاد العماني قد يكسب 1.3 مليار دولار، بينما ستستفيد الكويت بـ 600 مليون دولار.
يشير التقرير إلى أنه مقابل كل دولار واحد يتم استثماره في GenAI، يمكن أن تشهد منطقة مجلس التعاون الخليجي ما يقرب من 9.9 دولار من النمو الاقتصادي.
وتعليقاً على ذلك، قال طوني كرم، الشريك في Strategy & Middle East، “تؤكد هذه الإحصاءات على الإمكانات غير العادية للذكاء الاصطناعي المولد لإحداث ثورة في المشهد التجاري في الشرق الأوسط. ومن المرجح أن يكتسب المسؤولون التنفيذيون الذين يستفيدون من هذه الفرصة في وقت مبكر ميزة تنافسية كبيرة. في المقابل، قد تتخلف الشركات التي تكتفي بمراقبة المخاطر وسف تتخلف عن الركب”
تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على مختلف القطاعات
وفقًا لـ Strategy & Middle East، تتمتع صناعة الإعلام والترفيه بأعلى إمكانات التحول مع إدخال GenAI، والذي يتوقع أن يحقق 8.5 مليار دولار من المكاسب الاقتصادية. ستحدث هذه التكنولوجيا ثورة في إنشاء المحتوى واستهلاكه وتوزيعه، مما يؤدي إلى تغيير على مستوى القطاع برمته.
يلي قطاع الإعلام والترفيه بفارق ضئيل قطاع الرعاية الصحية، مع مكاسب اقتصادية تقدر بنحو 3.8 مليار دولار. يُرجّح أن يحدث GenAI ثورة في رعاية المرضى وتشخيصهم وعلاجهم، ويعزز الجودة والكفاءة الإجمالية لخدمات الرعاية الصحية.
من المقرر أيضًا أن يستفيد قطاع الخدمات المصرفية والمالية بشكل كبير، مع مكاسب اقتصادية متوقعة تبلغ 3.5 مليار دولار. من المتوقع أن يدفع GenAI الأتمتة والكفاءة في العمليات وإدارة المخاطر وخدمة العملاء.
وعلى نحو مماثل، من المتوقع أن يستفيد قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من الابتكارات التي تدعم GenAI، مع مكاسب اقتصادية تقدر بنحو 2.9 مليار دولار.
من المتوقع أن يتجاوز تأثير GenAI القطاعات، مما يؤدي إلى تحول ثوري على مستوى المهام التجارية، بما في ذلك المبيعات والتسويق وخدمة العملاء والامتثال.
اقرأ أيضا: السر الكامن وراء الآلة: الذكاء الاصطناعي في دائرة الضوء
القيود وتعظيم القيمة
على الرغم من قدراته المذهلة، فإن GenAI لديه قيود متأصلة يجب أخذها في الاعتبار. حاليًا، نماذج GenAI الحالية ليست مناسبة للتحليل العددي المعقد أو عمليات صنع القرار الحاسمة. توجد أيضًا مخاوف أخلاقية حول التحيز والاستخدام غير الأخلاقي والتكاليف الحسابية الكبيرة.
كما قد يؤدي سوء إدارة GenAI إلى مخرجات مضللة أو ضارة. لذلك، من الضروري تبني GenAI بصورة استراتيجية ومسؤولة لتحقيق أقصى قدر من التأثير.
للاستفادة من إمكانيات GenAI، ينبغي على رواد الأعمال الاختيار المدروس لحالات الاستخدام التي تتماشى مع أهدافهم الاستراتيجية وتوفر قيمة ملموسة. توصي Strategy & Middle East بالتركيز على المكاسب المبكرة والصغيرة مع تجنب نهج “التشغيل دفعة واحدة” المكلف والمحفوف بالمخاطر
ومن المستصوب أيضا التركيز على عدد قليل من حالات الاستخدام الرئيسية، مع مراعاة النضج التنظيمي، وتوافر البيانات، والبيئة التنظيمية.
ميزة تنافسية
استُمدت نتائج Strategy & Middle East من نموذج اقتصادي ديناميكي شامل واسع النطاق قدم رؤى حول التأثير الصافي للذكاء الاصطناعي، بدلاً من مجرد التنبؤ بالنمو الاقتصادي المستقبلي. وقد وضع النموذج باستخدام قاعدة بيانات مشروع تحليل التجارة العالمية، وقدم فهماً مفصلاً لحجم القطاعات الاقتصادية المختلفة وترابطها في 140 بلداً.
سلطت النتائج الضوء على الآثار المحتملة للذكاء الاصطناعي على الاقتصاد. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن هذه التأثيرات قد لا تترجم بشكل مباشر إلى أرقام النمو الاقتصادي المستقبلية. يمكن أن يتأثر التأثير الصافي للذكاء الاصطناعي بعوامل مختلفة. بما في ذلك التحولات في سياسات التجارة العالمية، والتقلبات المالية، وتغيرات أسعار السلع الأساسية، والصدمات الجيوسياسية، وغير ذلك.
إلى ذلك، تلفت Strategy & Middle East أن GenAI يعد أكثر من مجرد كلمة طنانة في مجال التقنية. إنها قوة ثورية يمكنها إعادة تعريف المشهد التجاري، إذ من المتوقع أن تكتسب المنظمات التي تتبنى إمكانات GenAI الحقيقية ميزة تنافسية استراتيجية.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من التقارير التقنية.
