Share

مها القطان تناقش استراتيجية الاستدامة الخاصة بمجموعة موانئ دبي العالمية: “عالمنا مستقبلنا”

الابتكار والرقمنة في صلب مبادرات خفض انبعاث الكربون
مها القطان تناقش استراتيجية الاستدامة الخاصة بمجموعة موانئ دبي العالمية: “عالمنا مستقبلنا”
مها القطان هي الرئيسة التنفيذية لشؤون الموارد البشرية والاستدامة في مجموعة موانئ دبي العالمية

تكمن الاستدامة في جوهر عمليات مجموعة موانئ دبي العالمية “دي بي ورلد”. تشكل المجموعة مثالاً يُحتذى به للنهج المتكامل والشامل الذي يولي عنصر الاستدامة أهمية قصوى لتحقيق مستقبل أكثر استدامة ومراعاةً للبيئة. يمتد هذا الالتزام إلى ما وراء حدود أعمال المجموعة ليحدث تأثيراً إيجابياً على المجتمعات التي تعمل ضمنها حول العالم. فيما يلي، تقدم مها القطان، الرئيسة التنفيذية لشؤون الموارد البشرية والاستدامة في مجموعة موانئ دبي العالمية، رؤى قيّمة حول كيفية دمج المجموعة للاستدامة في عملياتها اليومية وجعلها مكونًا بارزاً لتطلعاتها المستقبلية.

كيف تدمج موانئ دبي العالمية الاستدامة في أنشطتها الأساسية وعمليات صنع القرار؟ هل لكم مشاركة بعض الأمثلة على مبادرات الاستدامة الفعالة التي نفذتها؟

في DP World، نؤمن إيمانًا راسخًا بدمج الاستدامة في قراراتنا الإدارية. يعمل نهجنا للاستدامة، المعروف باسم “عالمنا مستقبلنا”، كمبدأ توجيهي يشكل خياراتنا ويضمن شرعيتنا المستمرة. إنه يشكل أساس التزامنا الثابت بتعزيز مجتمع آمن وديناميكي ومرن من خلال الاستثمار الاستراتيجي في المجالات التي تؤثر على كل من المواطنين والقطاع برمّته.

وتتمثل أحد محاورنا الرئيسة في التصدي لتغير المناخ من خلال تكثيف جهود التخفيف من آثاره والتكيف معه. وقد وضعنا أهدافاً محددة ونفذنا مبادرات تمكننا من إحداث تغيير إيجابي في هذا المجال. هدفنا النهائي هو إزالة الكربون من عملياتنا، بهدف تحقيق الحياد الكربوني بحلول العام 2040 وصافي انبعاثات الكربون الصفرية بحلول العام 2050، بما يتماشى مع استراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050. ولتحقيق هذه الأهداف، وضعنا خارطة طريق واضحة المعالم.

على سبيل المثال، نجحنا في خفض انبعاثاتنا الكربونية من خلال استخدام الكهرباء في المحطتين التابعتين للمجموعة في روتردام وجبل علي، إلى جانب الريادة في استخدام وقود الديزل الحيوي في ميناء ساوثهامبتون في المملكة المتحدة.

ما هو الدور الذي يلعبه كل من الابتكار والتكنولوجيا في ضمان التحقيق الناجح لأهداف الاستدامة التي وضعتها المجموعة؟

يكمن جوهر التزامنا بالاستدامة في التكامل الاستراتيجي بين التكنولوجيا والحلول القائمة على الطبيعة، مدعومة بممارسات الأعمال المستدامة والشراكات الاستراتيجية. تدفعنا هذه الجهود المشتركة نحو هدفنا المتمثل في تحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية بحلول العام 2050.

يتمثل أحد العناصر الرئيسية لاستراتيجيتنا لإزالة الكربون في التركيز القوي على تحقيق الرقمنة والكفاءة على مستوى العمليات. ونحن نشارك بنشاط في تحسين الكفاءة التشغيلية من خلال تبني تكنولوجيات مبتكرة وتبسيط العمليات اللوجستية. ومن الأمثلة البارزة على ذلك تقنيتنا الثورية BOXBAY، والتي جرى تجريبها بنجاح في ميناء جبل علي في دبي. يتمتع هذا الحل المتطور بالقدرة على تقليل آثار البصمة النهائية بنسبة تصل إلى 70 في المئة.

إلى ذلك، يمثل تعاوننا مع Coral Vita شراكة نتج عنها إنشاء المعرض التعليمي للشعاب المرجانية في ميناء راشد. لا تؤكد هذه المبادرة على التزامنا بالحفاظ على البيئة فحسب، بل تسلط الضوء أيضًا على نهج شريكنا المبتكر لترميم الشعاب المرجانية وقدرته على لتسريع نمو الشعاب المرجانية المحلية بما يصل إلى خمسين مرة أسرع من موائلها الطبيعية. هذه المبادرة الرائدة لا تسهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي فحسب، بل تعزز أيضًا الشعاب المرجانية ضد درجات الحرارة المتصاعدة المرتبطة بتغير المناخ.

مها القطان

كيف تتعاون موانئ دبي العالمية مع الجهات المعنية لتعزيز الممارسات المستدامة؟ وما مدى أهمية الشراكات لاستراتيجية الاستدامة الخاصة بالمجموعة؟

تعتمد قدرتنا على الابتكار على نطاق واسع ودفع التغيير المؤثر بشكل كبير على التعاون مع نظرائنا في القطاع وإنشاء شراكات بين القطاعين العام والخاص. تعدّ هذه الشراكات مفتاحاً في تسريع العمل المناخي ودفع التغيير الجماعي والملموس.

ويُعتبر COP28 في الإمارات من الأمثلة الممتازة على هذا النهج التعاوني، حيث تم تسخير التفكير الجماعي لدفع التغيير الهادف والملموس. ومن هذه المبادرات التي انبثقت عن هذا التعاون هيم مبادرة الانتقال إلى -15 درجة مئوية. جاء ذلك استنادًا إلى بحث علمي سلط الضوء على الوفورات المحتملة في الطاقة وانبعاثات الكربون التي يمكن تحقيقها عن طريق خفض درجة حرارة الأغذية المجمدة من -18 درجة مئوية إلى -15 درجة مئوية. كان التأثير التقديري لهذا الانتقال يعادل ضعف الاستهلاك السنوي للطاقة في كينيا وانخفاض في انبعاثات الكربون يعادل سحب ما يعادل 4 ملايين سيارة من الطرق.

بالإضافة إلى ذلك، اعتمدت موانئ دبي العالمية باعتبارها من أوائل المنضمين للمجلس العالمي للمحيطات، مبادئ الإشراف على المحيطات. وعززت عضوية “موانئ دبي العالمية” في هذا التحالف الدولي نهج المجموعة لتحقيق الأهداف التي وضعتها خطة التنمية المستدامة لعام 2030.

اقرأ أيضاً: الوكالة الدولية للطاقة تتوقع ارتفاع توليد الكهرباء من مصادر متجددة في الإمارات إلى 12 في المئة بحلول 2026

ما هي المقاييس التي وضعتها “دي بي ورلد” لقياس وتتبع تقدم ممارساتها في مجال الاستدامة؟ وكيف يؤثر ذلك على استراتيجية الاستدامة الخاصة بالمجموعة؟

تتأثر استراتيجية الاستدامة خاصتنا بتقييمنا للأهمية النسبية، والذي يلعب دورًا حاسمًا في تحديد ومعالجة المخاوف الأكثر أهمية بالنسبة لمساهمينا وشركائنا.

ولتتبع وتعقب التقدم الذي أحرزناه في مجال الاستدامة، نستخدم مختلف الأطر المعترف بها دوليا. ومن بين هذه المعايير، نلتزم بتلك التي نصت عليها المبادرة العالمية للتقارير، والتي تعتبر على نطاق واسع معياراً للإبلاغ عن الاستدامة. إلى ذلك، قمنا بتطوير بطاقة لتسجيل أداء الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات (ESG) المتغيرة باستمرار، مما يمكننا من قياس أدائنا البيئي والاجتماعي والحوكمة والإبلاغ عنه على أساس سنوي. تشمل بطاقة الأداء هذه مقاييس محددة ومؤشرات أداء رئيسية تتماشى بشكل وثيق مع أنشطتنا الجوهرية. مستقبلاً، ندرك أهمية البقاء في طليعة متطلبات الإبلاغ المتطورة. على هذا النحو، نحن ملتزمون بإجراء تقييم شامل للأهمية النسبية لضمان بقاء تقاريرنا في طليعة معايير الصناعة وأفضل الممارسات.

على مستوى المجموعة، نتطلع إلى أن نكون من أوائل المتبنين الطوعيين لمعايير مجلس الاستدامة الدولية (ISSB). من خلال تبني هذه المعايير الناشئة، نهدف إلى تعزيز الشفافية والقابلية للمقارنة في عمليات الكشف التي تركز على الاستدامة، مما يعزز التزامنا بالإبلاغ الواعي والمسؤول.

يعدّ إطلاع المساهمين الفاعلين بالتزامات المجموعة ونجاحاتها في مجال الاستدامة أمراً غاية في الأهمية. ما هي أفضل الممارسات للتواصل الفعال في هذا الصدد؟ وما هي الاستراتيجيات التي من شأنها تعزيز ثقافة الاستدامة؟

يتجلى هدفنا في تعزيز فهم عميق بين الموظفين فيما يتعلق بدورهم في قيادة تأثيرنا العام. لتحقيق ذلك، يتم دمج الاستدامة في كل المناطق والأقسام الإدارية التابعة لمجموعتنا.

وتقع الشراكات التي تخدم القيم المشتركة في صميم مسؤولياتنا. وإدراكاً منا بأن إحراز تقدم في مجال الاستدامة يتطلب جهودا تعاونية، فإننا ننشط في التعاون مع الإدارات والمنظمات الخارجية الأخرى. من خلال القيام بذلك، نهدف ليس فقط إلى الاستفادة من شبكتنا ولكن أيضًا خلق أوجه تآزر بين وجودنا المحلي وشركائنا.

من الأمثلة الجديرة بالملاحظة على نهجنا التعاوني شراكتنا مع Barefoot College International. ومن خلال هذه الشراكة، نجحنا في تدريب نساء من المناطق الريفية في السنغال كفنيات للطاقة الشمسية والصيانة.

ما هي رؤيتكم للجهود المستقبلية لموانئ دبي العالمية في مجال الاستدامة؟ كيف تجري برأيكم عملية تطور جهود الاستدامة للشركة؟

تلتزم DP World باستخدام مكانتها الفريدة كمنظمة تعمل مع الحكومات المحلية والمجتمعات والمنظمات الدولية لدفع التغيير المناطقي والزمني الهادف. بالنظر إلى المستقبل، نتوقع تطورًا في جهودنا للاستدامة، مع تركيز أقوى على التعاون مع عملائنا وشركائنا في سلسلة التوريد. ويهدف هذا النهج التعاوني إلى المشاركة في وضع معايير للنجاح على الصعيدين الإقليمي والمحلي وبناء القدرات المؤسسية من أجل التغيير الإيجابي.

في حين أن استراتيجيتنا الحالية للاستدامة توفر لنا فهمًا شاملاً لمسؤولياتنا كمجموعة عالمية مسؤولة، فإننا نسعى باستمرار لوضع أهداف ومعايير إبلاغ ومبادئ توجيهية جديدة يتردد صداها على الصعيدين العالمي والمحلي. وهذه الأطر مصممة للتصدي للتحديات المستمرة التطور التي يواجهها عالمنا، وضمان أن تظل حلولنا ذات صلة وفعالة.

نحن ثابتون في التزامنا بصياغة مستقبل أكثر مرونة. ونسلم بأن تعزيز القدرة على مواجهة آثار تغير المناخ سيزداد أهمية في السنوات القادمة.

من هي مها القطان؟

تشغل مها القطان منصب الرئيسة التنفيذية لشؤون الموارد البشرية والاستدامة في مجموعة موانئ دبي العالمية، حيث تركز شغفها بالاستفادة من موارد المجموعة لإحداث تأثير إيجابي في مجتمعنا وعالمنا. تعتقد القطان اعتقادًا راسخًا بفعالية الاستدامة في دفع التغيير التحويلي من خلال النهج الفكري المبتكر والحلول الإبداعية والمخرجات المتينة.

قبل توليها منصبها الحالي، شغلت القطان منصب الرئيسة التنفيذية لإدارة الموظفين في المجموعة. حصلت على درجة الماجستير في العلاقات الصناعية والعمل من جامعة كورنيل الأميركية. كما حازت على بكالوريوس في الموارد البشرية والإدارة من جامعة ويسكونسن-ماديسون في الولايات المتحدة الأميركية. وهي أيضًا خريجة برنامج القائد الواعد في مركز محمد بن راشد لإعداد القادة الذي يديره كل من جامعة ديوك والمعهد الأوروبي لإدارة الأعمال (إنسياد).

انقر هنا للاطلاع على المزيد من المقابلات الخاصة.