أعلنت “تِيثير” (Tether)، أكبر مُصدِر للعملات المستقرة في العالم، مؤخرًا أنها تخلصت تمامًا من كامل حيازاتِها من الأوراق التجارية، بحيث قامت باستبدال جزءٍ كبيرٍ منها بسندات الخزانة الأميركية لضمان الاحتياطيات الآمنة والسائلة لعملة USDT من “تِيثير”.
وتعدّ الأوراق التجارية ديون قصيرة الأجل غير مضمونة تمنحها الشركات الخاصة. ويُعتقد أن هذه الأوراق هي أقل موثوقية، من حيث أنها تشكّل أدوات استثمارية أكثر خطورة من أذون الخزانة.
وكانت غرّدت “تِيثير”: “نفتخر في تِيثير بإعلانِنا التخلّص من الأوراق التجارية في احتياطياتِنا”. “يعدّ ذلك دليلاً على التزامنا بدعم عملاتنا المميزة بالاحتياطيات الأكثر سيولة وأمانًا في الأسواق”.
تبلغ القيمة السوقية لِعملة “يو أَس دي تي” 68.5 مليارات دولار، ممّا يجعلها العملة المستقرة الأكبر من حيث القيمة، وثالث أكبر عملة مشفرة بعد “بيتكوين” و”إِثريوم”. يتداول مستثمرو “تِيثير” في العملات الورقية مقابل حصولهم على عملة USDT، مع ضمانة مستمرة أنها قابلة للاسترداد مقابل 1 دولار. في المقابل، يحقّ للشّركة استثمار الودائع والاحتِفاظ بالأرباح النّاجمة عن ذلك، في انتظار أن يطلب المستثمرون استرداد أموالهم.
لطالما شكّلت الاحتياطيات التابعة لـ”تِيثر” مثاراً للجدل، وهي لا تزال كذلك حتى اليوم. معظم العملات المستقرة (باستثناء العملات المستقرة الخوارزمية مثل UST) مدعومة باحتياطيات نقدية. مما يعني أن “تِيثير” تملك أموالًا كافية في الاحتياطي التابع لها في حال قرّر جميع المتداولين سحب أموالهم.
فيما مضى، ادّعت “تِيثير” أن جميع الرموز المميزة الخاصة بها مدعومة بالدولار المخزن في أحد المصارف. ومع ذلك، بعد تسوية النزاع القضائي مع المدعي العام في نيويورك، قامت الشركة بتفصيل تكوين احتياطيها لأول مرة في مايو/أيار من العام 2021، كاشفةً عن أنها اعتمدت على مجموعة من الأصول الأخرى، بما في ذلك الأوراق التجارية، لدعم رموزها المميزة.
شكلت الأوراق التجارية في البداية 65.39 في المئة من احتياطيات الشركة. لم يكن هذا مثالياً بالنسبة للكثيرين نظرًا لأن “تِيثير” لم توضح الشركات المسؤولة عن إصدار هذه الأوراق، والأسلوب الذي جرى مراعاته في تصنيفها. ومع ذلك، منذ ذلك الحين، عكفت “تِيثير” على التقليل التدريجي من حيازاتِها للأوراق التجارية، في محاولة لتعزيز ثقة المستثمرين بها.
واعتباراً من 30 سبتمبر/أيلول من العام الجاري، شكّلت أذون الخزانة 58.1 في المئة من إجمالي محفظة الشركة. وتضمّن المنشور في “تويتر” معلومات كشفت من خلالها “تِيثير” عن زيادتها تداولها في أذون الخزانة بمقدار 10 مليارات دولارات في الربع الأخير. والجدير بالذكر أن الشركة تدّعي أنها قامت بالتخلّص من أوراق تجارية تتجاوز قيمتها 30 مليارات دولار دون تكبد أيّ خسائر.
ومع العلم أن هذه الخطوة لن يترتّب عنها أي تداعيات مباشرة على ممتلكات المستثمرين الأفراد في عملة USDT، إلا أنها بالتأكيد تقطع شوطًا طويلاً لتعزيز الثقة في العملة المستقرة وترسيخها. في المقابل، على الرغم من كل ذلك، لا يزال بعض المستثمرين يعتقدون أن هذه الادعاءات تحتاج إلى حجج داعمة من خلال إجراء تدقيق كامل وشفاف، وهو ما لم تخضع الشركة له حتى كتابة هذه السطور.