يُعتبر ازدياد نمو نفقات الشركات بشكل مدروس، يعتبر مؤشراً لنمو مستدام للأعمال التجارية وبالتالي أصبحت أكثر أهمية للنمو الاقتصادي في المنطقة، وفق تقرير جديد صادر عن منصة “تراييبال كريديت” المتخصصة في دعم الشركات الناشئة وأصحاب المشاريع الشباب.
وسلّطت الدراسة الضوء على فئات الشركات المحلية في المنطقة، والتي تقوم بالإنفاق من خلال استخدام بطاقات الائتمان الرقمية المخصصة للشركات والمؤسسات بكافة أحجامها الصغيرة أو المتوسطة أو الشركات الناشئة، وذلك استناداً إلى بيانات الإنفاق التي جرى تسجيلها خلال العام الماضي.
وأوضحت نتائج “ترايبال” أن إنفاق الشركات على الإعلانات الرقمية شكّل الفئة الأكبر ضمن الدراسة، بحيث تم توظيف الإنفاق خلال مراحل نمو الأعمال بأكبر قدر خلال هذه الفترة، مما يدلّ على النمو طويل الأجل لِلمبيعات عبر الإنترنت. وبالنسبة إلى الشركات ومزودي خدمات الإعلان، فإن دفع تكاليف الحملات الإعلانية الرقمية بواسطة البطاقات يسهّل عملية الدفع وضبط النفقات وطرق استخدام وسائل الدفع الرقمية.
وسجلت خدمات الشحن والخدمات اللوجستية ثاني أكبر إنفاق بواسطة بطاقات الشركات، ولاسيما للواردات والصادرات، إذ منحت التجارة الإلكترونية المتنامية المؤسسات فرصة ممتازة للتوسع في أسواق إضافية في مختلف مراحل نموها، الأمر الذي أصبح في غاية الأهمية مع تزايد حجم التجارة الإلكترونية.
إلى ذلك، بيّن التحليل أن إنفاق الشركات على التكنولوجيا والبنية التحتية للحوسبة حصد المركز الثالث من حيث معدلات الإنفاق، والذي تضمن عمليات شراء الأجهزة والبرامج وخدمات البرمجة، ويشير الإنفاق على البنية التحتية الرقمية إلى أن المؤسسات تواصل تكييف عملياتها مع نمو الاقتصاد الرقمي بشكل مستمر.
وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أظهرت نتائج الدراسة أجرتها “ترايبال كريديت” أن الإنفاق على السفر، بما في ذلك وكالات السفر والرحلات الجوية والفنادق، كان الأكثر نمواً بين النصف الثاني من عام 2021 والنصف الأول من عام 2022، وأظهرت النتائج بأن الإنفاق على السفر كان ضمن النفقات العشر الأوائل خلال الربع الأخير. وتشير الزيادة الكبيرة في الإنفاق في هذا القطاع إلى أن الشركات توسّع أسواقها من خلال عمليات السفر لتطوير عملياتها.
وأشارت أميرة فاضل، المدير العام لشركة “ترايبال” لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى أن الشركات غالباً ما تلجأ لاستخدام رأس مالها ومواردها الائتمانية لتسديد المدفوعات، خصوصاً لإجراء عمليات التجارة الإلكترونية، والذي يرتبط مباشرة بتعزيز نمو الأعمال، وتضيف “تريبال العالمية” المزيد من الفعالية لهذه الشركات في إدارة الإنفاق الرقمي من خلال تسهيل تتبعه ومرونة الاستخدام”.
تمثل الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم والشركات الناشئة في مصر نحو 90 في المئة من المؤسسات النشطة في الأسواق، والتي قد يصل مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي إلى 80 في المئة، وفقًا لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، في حين تمثل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والناشئة في الإمارات العربية المتحدة ما يقارب من 86 في المئة من القوى العاملة في القطاع الخاص، و60 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي. بالإضافة إلى ذلك، تشير بيانات الحكومة المملكة العربية السعودية إلى ارتفاع مساهمة هذه المؤسّسات في الناتج المحلي الإجمالي إلى 28.7 في المئة منذ شهر مارس/آذار 2021.