تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ثورة على مستوى المدفوعات الرقمية، وفقًا لورقة بحثية صادرة عن أمازون لخدمات الدفع (APS).
وبحسب APS، تتسم المنطقة بغنى إمكانياتها، بالإضافة إلى ازدهار قطاع التجزئة فيها، مع تزايد عدد الشركات التي تتحول إلى البيع بالتجزئة عبر الإنترنت للوصول إلى أكبر عدد من المستهلكين. وتماشيا مع باقي دول العالم، تطبق الاقتصادات الكبرى في المنطقة أنظمة دفع رقمية لدعم مبيعات التجزئة عبر الإنترنت.
تقدم الورقة البحثية رؤى ثاقبة تسلط الضوء من خلالها على الاتجاهات الرئيسية التي ترسم قطاع المدفوعات الرقمية في المنطقة، لا سيما في كل من الإمارات والسعودية ومصر.
إقرأ أيضاً: الشرق الأوسط يتصدّر عالمياً على مستوى التغلغل الرقمي
في مكان آخر في المنطقة، سجلت البحرين أكثر من 14 مليون معاملة غير نقدية في يناير/كانون الثاني 2023، وفقًا للبيانات التي نشرها مصرف البحرين المركزي. وبحسب المعطيات، تمت أكثر من 75 في المئة من المعاملات على نحو غير تلامسي، مما يشير إلى تحول كبير في سلوك العملاء.
ويشير التقرير إلى أن “المدفوعات الرقمية تتطور بوتيرة سريعة، بمساعدة قطاع التكنولوجيا المالية قائم على الابتكار، حيث تعمل حوالي 85 في المئة من شركات التكنولوجيا المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في قطاعات المدفوعات والتحويلات المالية”.
ازدهار التقنية المالية
ويلفت المستند إلى أن الوباء أسهم في خلق ظروف مواتية للجهات المعنية لاعتماد نظام المدفوعات الرقمية، مما تسبب في زيادة أحجام البيع بالتجزئة عبر الإنترنت إلى أكثر من الضعف منذ العام 2019.
كما تشير الدراسة إلى امتلاك دول المنطقة معدلات عالية نسبيًا من مستخدمي الإنترنت، حيث تفوقت الإمارات والسعودية بيسر على المتوسطات العالمية.
ثم يأتي دور حزمة المبادرات الحكومية التي تعمل كمحفز لهذا التوسع. تشير الورقة البحثية بشكل خاص إلى الرؤية السعودية 2030، ورؤية مصر 2030، والاستراتيجية الرقمية لدولة الإمارات، بالإضافة إلى مساهمة هذه الرؤى في مساعدة الاقتصادات في سباقها نحو التحول إلى مجتمعات غير نقدية.
ليس من المستغرب إذن أن تصبح المنطقة أرضًا خصبة للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية، والتي يزيد إجمالي قيمتها السوقية عن 800 مليون دولار، وفقًا للبحث.
إقرأ أيضاً: التكنولوجيا المالية والصيرفة الرقمية: دول مجلس التعاون الخليجي تحجز موقعها
بناءً على هذه المستجدات، تتوقع “أمازون لخدمات الدفع” تضاعف حجم قطاع المدفوعات الرقمية في دول المنطقة الثلاث، الإمارات والسعودية ومصر، بحلول العام 2023.
فائدة لجيل زد
ويبين التحليل أنه لطالما ارتبطت المدفوعات الرقمية، المدفوعة بالتكنولوجيا، بجيل الشباب، في حين يلجأ الأجيال الأكبر سناً في الغالب إلى استخدام طرق الدفع التقليدية.
ويدعم هذا الادعاء دراسة استقصائية أجرتها “أمازون لخدمات الدفع”، والتي اظهرت أن قطاع المدفوعات الرقمية في المنطقة مدفوع من قبل الجيل زد (جيل ما بعد الألفية) الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 24 عامًا. على الرغم من أن النقد وبطاقات الخصم والائتمان كانت طرق الدفع المفضلة لديهم، أشار ما يقرب من نصف المستجيبين أنهم يلجأون إلى استخدام المحافظ الرقمية/المحمولة للدفعات اليومية (الإمارات 51 في المئة، السعودية 48 في المئة، مصر 43 في المئة).
إقرأ أيضاً: بطاقات مصرفية ناطقة؟ أجهزة صرّاف آلي متكلّمة؟ مدفوعات تموي كالقطط؟
إلى ذلك، قامت APS بدراسة أبرز عشر قطاعات شهدت النمو الأسرع على صعيد المدفوعات الرقمية، بحيث تبين أنه على الرغم من اختلاف الديناميكيات عبر دول المنطقة، إلا أن العديد من القطاعات تعتمد بشكل كبير على الأجيال الشابة، ولا سيما الجيل زد، لدفع عجلة النمو.
وخلصت الورقة البحثية إلى أن “فهم الاحتياجات المتغيرة باستمرار لقاعدة المستهلكين المتزايدة من الجيل زد يعد أمرًا أساسيًا لكشف مستقبل المدفوعات الرقمية”.