بالإمكان القول إن رائدة الأعمال المتسلسلة سارة المدني، التي تتولى اليوم إدارة ما لا يقل عن تسع شركات، بدأت في شق طريقها نحو الأعمال في سن الرابعة، على الرغم من أنها لا تتذكر أيًا من ذلك.
وفي مقابلة حصرية لصالح “إيكونومي ميدل إيست”، قالت سارة: “يأتي والداي على ذكر المرحلة عندما كنت ما زلت في الرابعة من عمري. حينها، واظبت على شراء الحلوى وأعيد بيعها لأبناء عمّي، الذين كانوا متكاسلين للغاية لشرائها بأنفسهم”.
“أعتقد أن بعض رواد الأعمال يولدون هكذا. أبلغ من العمر 37 عامًا اليوم، لكنني كنت في الخامسة عشرة عندما بدأت رحلتي في مشروع خاص، في وقت لم يكن فيه استخدام وسائل التواصل الاجتماعي متاحًا لتحفيزي أو إلهامي.
تملك سارة طاقة معدية، مما دفعني للتساؤل حول مصدر هذه الطاقة.
ليتّضح لي بعدها أن شعارها بسيط للغاية: “أنا مدفوعة لتجربة أشياء جديدة، والفشل في تحقيقها”.
إقرأ أيضاً: تفاؤل غالبية الشركات الصغيرة في الإمارات بتحقيق النمو في 2023
العضو الأصغر سناً في غرفة تجارة الشارقة
بعد عدد كبير من الشركات التي أدارتها في مجالات الموضة والضيافة والتخطيط لحفلات الزفاف، أصبحت سارة أصغر عضو في مجلس إدارة غرفة تجارة الشارقة، بعد أن اختارها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى وحاكم الشارقة.
كنت أصغر أعضاء مجلس الإدارة من بين 19 رجلاً وامرأة واحدة فقط. غادرت العمل في العام 2021، بعد سبع سنوات من بدء العمل مع هذا اللقب الفخري.
وقالت: “ثم تلا ذلك عضويّتي في مجلس إدارة هيئة الشركات الصغيرة والمتوسطة في وزارة الاقتصاد الإماراتية، وأنشأت حاضنات لمساعدة الشباب والأفراد على تحقيق أحلامهم ورؤاهم.
تصف سارة تجربتها على المستوى الحكومي بـ”الرحلة الرائعة” التي أتاحت لها خدمة البلد وإنشاء المشاريع والتعلم والسفر حول العالم.
وفالت سارة: “شاركتُ في برامج التبادل في نيويورك وأتيحت لي الفرصة لتعلّم أشياء جديدة لم أكن لأجدها في القطاع الخاص، مثل كيفية عمل الحكومات وحل المشكلات وخدمة المجتمعات”.
الشركات القائمة والإطلاقات الجديدة
استغرق الأمر 20 عامًا بعد تأسيس سارة لـ Rouge Couture، التي تعدّ باكورة أعمالها، لتدرك أنها لا تملك شغفًا بالموضة. وعلى الرغم من أنه كان مشروعاً مدرًّا للأموال، إلا أنها أقدمت في نهاية المطاف على بيع الشركة.
“لقد نشأت على مفاهيم تحتّم على المرأة العمل في الصناعات النسائية. لم أخلق لأعمل كمصممة أزياء، بل كنت جيدة في أداء ذلك وحسب، حيث أقمت العديد من عروض الأزياء حول العالم”، تقول سارة، مشيرةً إلى أننا “قد نبلي حسناً في عمل أشياء عديدة، لكن هذا لا يعني أنه يتعين علينا متابعة القيام بها”.
وأشارت: “لقد بعت الشركة لمعرفتي أن الوقت الذي أمضيته في ذلك، يمكن أن أقضيه في مكان آخر لعمل ما أهوى، ممّا دفعني إلى تأسيس شركات تكنولوجية”.
وعلى هذا النحو، انسحبت سارة أيضًا من ترؤّس شركة لتنظيم حفلات الأعراس، بالإضافة إلى شركة لإدارة المطاعم.
ولفتت سارة: “لا زلت أملك Social Fish، وهي شركة استشارية في مجال التسويق والتواصل الاجتماعي، لكني أتولّى حاليًا إدارة تسع شركات معظمها تعمل في مجال التقنية، ولعلّ HalaHi هي أضخمها اليوم.
وتعدّ HalaHi شركة تقنية ترفيهية تقدم مقاطع فيديو مخصّصة ومنتجات حصرية من مشاهير شعبيين.
“هذا ما أعيشه وأتنفسه لأنني أحب ما أفعله هناك. هذا هو هدفي. أنا أجعل الناس سعداء”، تردف سارة مبتسمة.
“أحب الموسيقى والتمثيل والأفلام. إنها تلمسنا جميعنا بطرق مختلفة. يسمح لي العمل أيضًا بالتبرع إلى Smile Train، وهي منظمة غير ربحية وجمعية خيرية تُعنى بتوفير الجراحة التصحيحية للأطفال حول العالم ممّن يعانون من شقوق الحنك والشفة”.
الخدمات وخطوط الإنتاج
تقود سارة اليوم شركة لإدارة الثروات تسمى “We Do Business“، حيث تقوم بإدراج الشركات التي تتراوح أرباحها قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء بين 2 مليون دولار إلى 4 ملايين دولار، ولكن من خلال وسائل أخرى تختلف عن الاكتتابات الأولية.
وتوضخ سارة: “تمتلك الشركة خبراء في مجالات تتراوح بين قوائم البورصة وريادة الأعمال والتسويق وغير ذلك. نتولّى على مستوى العالم إدارة العديد من الثروات للعديد من الرياضيين والعاملين في قطاع الترفيه. لقد قمنا حتى اليوم بإدراج 28 شركة. أنا فخورة بهذه الرحلة، ذلك أن قلّة من النساء القيام بأخذن على عاتقهنّ القيام بأنشطة تجاربة مماثلة”.
تهتم سارة بقطاع التكنولوجيا لأنه يغذي حاجتها إلى الإبداع والابتكار.
“تقنية الجيل الثالث للويب مهمة جدًا بالنسبة لي. التكنولوجيا هي شغفي لأنه المكان الذي يمكنك فيه أخذ شيء ما، مهما كان ما تحلم به، وبعد ذلك يمكنك تحويله إلى حقيقة واقعة”، تضيف.
“أعلنت في HalaHi عن خطط لإنتاج الرموز غير القابلة للاستبدال، ولكن المشروع لا يزال في طور الإعداد. لقد استثمرت في شركة ترفيهية تدعى Root Candle، تُعنى بتوفير سلع للاستهلاك الخاص من قبل أشخاص ذوي شخصيات غير مألوفة”، قالت سارة، مشيرةً إلى أن “هذا شيء ممتع أقوم به”. “نحن اليوم بصدد إطلاق علامة تجارية للمياه بمساعدة أحد العلماء، من خلال مزج المكوّنات المبتكرة التي تدخل في تركيبة منتجات كيم كارداشيان”.
إدارة الوقت والناس
بعد سنوات عديدة في صناعة الأزياء، تؤكد سارة أنها تعلمت عدم الدخول في التفاصيل، لأنه ذلك قد يكون “قاتلاً”. تشير المرأة إلى أنها نجحت في أن تصبح قائدة أكثر من كونها مديرة، وتثق في الأشخاص الذين عملَت معهم.
“بعد ذلك تمكنت من تأسيس وإدارة تسع شركات لأنني الرئيس التنفيذي لشركة واحدة فقط. لا أعترف بوجود الوقت، الذي أرى أنه من صنع الإنسان حتى نتمكن من مراقبة الأشياء وتنظيم الحياة التي نعيشها. كما أنه لا يوجد توازن بين الحياة والعمل. لا وجود لذلك البتّة. بل على عاتقك تقع مسؤولية العثور على الحياة التي تجعلك سعيدًا”.
ما الذي يلهم سارة
تريد سارة أن تبدع وأن تصبح مستقلة مالياً. قالت إنه بمجرد إدراكها أن الموت جزء من الحياة، انتقل من كونه أكبر مخاوفها إلى مصدر إلهامها الرئيسي.
تقول: “معرفة أنني قد أرحل في أي لحظة تجعلني أرغب في الاندفاع، وتجربة الأشياء، والإبداع، والاستمتاع، والفشل، والتعلم، وهذا ما يلهمني حقاً. كل يوم أستيقظ وأقول، أنا على قيد الحياة: لدي الكثير لفعله”.
“يلهمني الناس أيضًا. العاديين منهم والمشاهير على حدّ سواء، لا يهم. أجلس مع غرباء عشوائيين وأستمع لقصصهم، كما يلهمني الأشخاص الذين نجحوا في الابداع والابتكار”.
أنقر هنا للمزيد من الأخبار التجارية