وفقًا للنّسخة الأخيرة من تقرير “حالة أمة المطورين” الصادر عن “سلاشداتا” (SlashData)، يهتم المتخصصون في الشؤون المالية والمصرفية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بتقنيات “البلوكتشين” أكثر من نظرائهم في المناطق الأخرى.
استشفّ الإصدار الثالث والعشرون من الاستطلاع العالمي الذي قامت به “سلاشداتا” بعنوان “ديفيلوبر نايشن” العالمي على آراء أكثر من 26 ألف مطوّر من 160 دولة. وبصورة عامة، يفنّد التقرير النتائج إلى ستة موضوعات رئيسية، ومن بينها تقنيات “البلوكتشين”.
من بين تقنيات “البلوكتشين” الثلاثة التي تم تتبّعها في الاستطلاع، تبيّن أن ربع المطوّرين (25 في المئة) يعملون أو يقومون بالتعرّف في الوقت الحالي على تطبيقات “البلوكتشين” أكثر من التطبيقات المشفرة الأخرى.
إقرأ المزيد: مدرسة التشفير: ما هي الطبقات التي تكتنفها تقنية الـ”بلوكتشين”؟
من المثير للدهشة أن الرموز غير القابلة للاستبدال تحظى بأقل قدر من الاهتمام من جانب المطوّرين، حيث لا يظهر أكثر من النصف (58 في المئة) أي اهتمام بالتكنولوجيا. تعتقد “سلاشداتا” أن ذلك قد ينبع عن مشكلة في الإدراك، حيث ينظر العديد من المطوّرين إلى الرموز غير القابلة للاستبدال على أنها تقنية حديثة.
من ناحية أخرى، فإن العملات المشفرة هي تقنية “البلوكتشين” الأكثر وضوحاً بالنسبة للمطوّرين، بحيث تبيّن أن ما يزيد بقليل عن ربع الذين تمّ استِطلاعهم (27 في المئة) إما يتعلمون أو يعملون حالياً في مثل هذه المشاريع، بينما أعرب 25 في المئة عن اهتمامهم بالتعرف إليها.
ومع ذلك، يسلّط البحث الضوء في شقّه الرئيسي على أن التفاعل مع تطبيقات “البلوكتشين” أكثر من التطبيقات المشفرة الأخرى يمكن أن يختلف إلى حدّ كبير اعتمادًا على مكان وجود المطوّرين.
توضح الأرقام إلى وجود نسبة أقل من المطوّرين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ممّن ينشطون في مجال المشروعات المتعلّقة بالـ”البلوكتشين” مقارنةً بالمناطق الأخرى. ومع ذلك، تتمتع المنطقة بأعلى نسبة من الأفراد (20 في المئة) ممّن ينكبّون على التعلّم على هذه التقنية.
ويلفت التقرير إلى أن “هذا قد يشير إلى أن المنطقة يمكن أن تصبح ذات أهمية فيما يتعلّق بتطوير تقنية البلوكتشين في المستقبل”.
ومن خلال التعمق في أنماط الاستخدام في المنطقة، يبيّن التقرير إلى أن حوالي ربع المطوّرين المحترفين في المنطقة، ممّن يعملون في القطاع المالي والمصرفي، يبدون اهتماماً بتقنيات البلوكتشين.
تعترف الدراسة: “يبدو أن هؤلاء المطوّرين قد استطاعوا أن يكونوا السبّاقين في استشفاف الإمكانات التي تتمتع بها هذه التقنية في تشكيل وإعادة رسم ملامح القطاع”.
تأتي الأرقام لتؤكد هذه الاستنتاجات وتدعمها، بحيث تبيّن أن 37 في المئة (النسبة الأعلى مقارنة بباقي المناطق) من المتخصصين في الشؤون المالية والمصرفية في المنطقة يبدون اهتماماً بتطبيقات “البلوكتشين”.
أخيراً، تدفع هذه المعطيات “سلاشداتا” للاستنتاج أن تطبيقات البلوكتشين يمكن أن تلعب دوراً محورياً في مستقبل هذا القطاع، سواء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أو خارجها.