أظهرت أحدث توقعات شركة جارتنر للأبحاث أن إنفاق المؤسسات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على أمن المعلومات سيصل إلى 3.3 مليار دولار في العام 2025، بزيادة تصل إلى 14 في المئة مقارنة بالعام 2024. ومن المتوقع أن تستحوذ البرمجيات الأمنية على النسبة الأكبر من هذا الإنفاق، حيث يُتوقع أن يصل حجم الإنفاق على هذه البرمجيات إلى حوالي 1.5 مليار دولار في العام 2025.
وقال شايليندرا أوبادياي، مسؤول الأبحاث لدى جارتنر: “يشكل تحسين المرونة السيبرانية والامتثال التنظيمي وضمان التحول الرقمي من العوامل الحاسمة في دعم الرؤساء التنفيذيين لشؤون أمن المعلومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من أجل تعزيز الاستثمارات الأمنية في العام 2025”.
وأضاف: “مع مواصلة المؤسسات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التحول الرقمي ودمج الذكاء الاصطناعي، فإنه يتوجب عليها التركيز على مشهد تهديدات الأمن السيبراني، وحماية البنى التحتية الحساسة، ومعالجة التهديدات الداخلية من أجل تعزيز أنظمتها وتحسين المرونة في مواجهة التهديدات السيبرانية”.
يستكشف المحللون في جارتنر الوسائل التي تمكن قادة الأمن وإدارة المخاطر من تحسين استراتيجيات الأمن السيبراني، وذلك خلال قمة جارتنر للأمن الإلكتروني وإدارة المخاطر التي تُعقد اليوم.
ويُتوقع أن يرتفع الإنفاق على الخدمات الأمنية بنسبة 16.6 في المئة بحلول العام 2025، مما يمثل أعلى معدل نمو بين جميع الفئات. وسيكون هذا النمو مدفوعاً بعوامل مثل كفاءة التكاليف، ونقص المهارات، وزيادة إمكانية الوصول إلى الأدوات والتكنولوجيا المتقدمة.
وأضاف أوبادياي: “يعد تحدي إيجاد طواقم العمل التي تتمتع بالمهارات المناسبة لكشف التهديدات وجمع المعلومات عنها أمراً مهماً في عمليات الأمن الإلكتروني المتقدمة. وتوفر الخدمات المُدارة -التي تعد مجموعة فرعية من خدمات الأمن ومن ضمنها الكشف والاستجابة المُدارة (MDR)- حلولاً قادرة على ردم الفجوة المهارية. ونتيجة لذلك، تقوم المؤسسات بالاستثمار بصورة أكبر في الخدمات الأمنية ودفع عجلة النمو في هذا المجال”.
من المتوقع أن تشكل نفقات البرمجيات حوالي 45 في المئة من إجمالي الإنفاق على أمن المعلومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وسيتواصل هذا القطاع في الاحتفاظ بمكانته كأكبر فئة إنفاق للمستخدمين النهائيين في العام 2025، مدفوعاً بتوسع مشهد التهديدات وزيادة مستويات اعتماد التقنيات السحابية.
وتابع أوبادياي: “يقوم الرؤساء التنفيذيون لشؤون المعلومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بتعزيز استثماراتهم في القدرات المتكاملة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي والخدمات السحابية وبرمجيات الأمن السيبراني من أجل تسريع الابتكار الذي يعزز التميز التنافسي، وبالتالي تكثيف التركيز والإنفاق على المجالات الفرعية مثل حماية البنى التحتية وإدارة الوصول إلى الهويات والأمن السحابي”.
اقرأ أيضاً: تقرير: توقعات ببلوغ الإنفاق العالمي على تكنولوجيا المعلومات 4.6 تريليون دولار في 2023
أبرز توجهات الأمن السيبراني التي يجب إعطاءها الأولوية في 2025
من جهته قال سام عليائي، نائب الرئيس لدى جارتنر: “يجب على المؤسسات الاستفادة من الفرص التي يوفرها تعزيز المرونة والتهديدات المحتملة التي قد تنشأ عنها وذلك بالتزامن مع تحول الذكاء الاصطناعي إلى عنصر أساسي في العمليات الرئيسية. وتتوقع جارتنر أن فشل 60 في المئة من المؤسسات في اعتماد مبادئ المرونة التنظيمية بحلول العام 2027، ما سيجعلها عرضة للتهديدات التقنية العالمية. ولذلك، يجب على الرؤساء التنفيذيين لشؤون أمن المعلومات في المنطقة الاستعداد بشكل استباقي لمواجهة التهديدات السيبرانية المعقدة عبر اعتماد نهج تعاوني في تخطيط المرونة”.
وبهدف تحقيق برنامج أمن سيبراني مستدام، يجب على قادة الأمن في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إعطاء الأولوية لاتجاهين رئيسيين:
التوجه الأول: الذكاء الاصطناعي التوليدي كمحرك لبرامج أمن البيانات
يؤدي تزايد أهمية الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى تعزيز التركيز على أمن البيانات غير المهيكلة، مع تفضيل استخدام البيانات الاصطناعية بدلاً من البيانات المخفية في عمليات التدريب.
وتوصي جارتنر المؤسسات بالاستثمار في أدوات لإنشاء بيانات اصطناعية كبديل لأساليب إخفاء الهوية التقليدية، مما يساعد على تقليل المخاطر المرتبطة بالخصوصية وضمان الامتثال.
وأوضح عليائي قائلاً: “يجب على قادة الأمن استغلال التقنيات مثل إدارة هيكل أمن البيانات (DSPM) من أجل فهرسة ومراقبة وإدارة البيانات المهيكلة وغير المهيكلة. وتعتبر إعادة تخصيص الموارد والميزانيات لتعزيز أمن البيانات غير المهيكلة أمراً بالغ الأهمية نظراً للقيمة المتزايدة لهذه البيانات في تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي”.
التوجه الثاني: تعزيز قيمة برامج السلوك والثقافة الأمنية (SBCPs)
وصلت برامج السلوك والثقافة الأمنية إلى مرحلة حاسمة بالنسبة لمعظم المؤسسات. من خلال التركيز على الأنشطة الثقافية والسلوكية، يمكن للمؤسسات دمج الأمن السيبراني في ثقافتها المؤسسية، مما يعزز الوعي بالمخاطر الإلكترونية ويزيد من الشعور بالمسؤولية بين أفراد فريق العمل.
تزداد أهمية هذا الاتجاه مع ارتفاع وعي المؤسسات بدور السلوك البشري في مجال الأمن السيبراني، بالإضافة إلى التأثير الملحوظ للذكاء الاصطناعي التوليدي على هذه التحولات. وتُشير توقعات شركة جارتنر إلى أن الشركات التي ستدمج الذكاء الاصطناعي التوليدي في بنية قائمة على المنصات ضمن برامج السلوك والثقافة الأمنية ستشهد انخفاضاً بنسبة 40 في المئة في الحوادث السيبرانية الناتجة عن أخطاء الموظفين بحلول العام 2026.
واختتم عليائي: “تُحسن برامج السلوك والثقافة الأمنية جيدة التصميم مستويات تفاعل الموظفين ورضاهم وذلك من خلال إشراكهم بنشاط في مبادرات الأمن السيبراني لمؤسساتهم. ولا تقتصر هذه البرامج على ضمان الامتثال للوائح العالمية التي تفرض تدريب الموظفين وزيادة وعيهم، بل تساعد كذلك في بناء ثقافة أمنية مرنة قادرة على التكيف مع التغييرات التنظيمية المستقبلية“.
أنقر هنا للاطلاع على المزيد من الأخبار التقنية.