إذا نظرت في العملات المشفرة أو في أي شكل من أشكال الـ”بلوكتشين”، فمن المحتمل أن تكون قد صادفت مصطلحات مثل بروتوكول الطبقتين الأولى الثانية.
يمكن تقسيم ال،”بلوكتشين” إلى أربع طبقات – من صفر إلى ثلاثة. يساعد التقسيم في تحديد فائدة تقنية سلسلة الكتل على أساس البروتوكولات.
علينا النظر إلى البروتوكولات على أنها مجموعة من القواعد التي يتم بموجبها تحديد كيفية عمل “البلوكتشين”، وحيث يتوجّب على جميع المشاركين في الشبكة الالتزام بها لضمان أداء التقنية على ما يُرام. قد تتضمن هذه القواعد خوارزمية الإجماع لتحقيق التفاعل على مستوى العقد. كما قد تشمل الهيكل الإداري (أو هيكل الحوكمة) الخاص بالـ”بلوكتشين”، بالإضافة إلى الحوافز والعقوبات وما شابه.
أما إذا نظرنا إلى الـ”بلوكتشين” على أنها بنية مركّبة، فإن الطبقة “صفر” هي عبارة عن مجموعة من المكوّنات الأساسية التي تحتاجها جميع سلاسل الكتل حتى في المرحلة التي تسبق تكوينها. وتُعتبر الطبقة الأولى هي الأساس الذي يساعد في تحديد تقنية الـ”بلوكتشين”. من وتحدّد هذه الطبقة، إلى جانب عوامل أخرى، آلية الإجماع الخاصة بتقنية سلسلة الكتل، مثل إثبات العمل أو إثبات الحصة.
وبتبيّن لنا أن إنشاء أساس شبكة الـ”بلوكتشين” هي عملية تستغرق وقتًا طويلاً، ناهيك عن أنها تتطلب مستوى عالٍ من الكفاءة التقنية.
ولعلّه السبب في أنه من المنطقي عموماً بالنسبة للمطوّرين بناء سلسلة جانبية أو سلسلة “بلوكتشين” من الطبقة الثانية، فوق شبكة قائمة. عند القيام بذلك، تتبنى التقنية الخاصة بهم قواعد بروتوكول الشبكة التي تم إنشاؤها من خلالها، وذلك بالرغم من أن هؤلاء غالبًا ما يؤسسون بروتوكولاتهم الخاصة لإدخال قواعد إضافية خاصة بالسلسلة الجديدة.
إقرأ أيضاً: “باينانس” قد تستحوذ على أحد المصارف لدمج العملات المشفرة بالقطاع المالي التقليدي
تُستخدم الطبقة الثانية بشكل شائع لتخفيف احتقان الطبقة 1، مما يساعدها على الارتقاء في سلّم الطبقات. تعدّ شبكة Lightning Network مثالاً على تقنية “بلوكتشين” من الطبقة الثانية القائمة على عملة سلسلة الكتل الخاصة بـ”بيتكوين”.
تعد سلسلة Polygon blockchain الشهيرة مثالاً آخر ضمن الطبقة الثانية، والتي تتولّى إدارة المعاملات على أساس سَلاسل كتل منفصلة ومتوافقة مع عملة “إثيريوم”، ثم تعيد المعاملات لسلسلة الكتل الخاصة بـ”إثيريوم” للشروع في مرحلة ما بعد المعالجة الرئيسية. يُعرف هذا بالتسلّق التراكمي.
تعتبر الطبقة الثانية مهمة لأنها تساعد في خفض الرسوم عن طريق تجميع العديد من المعاملات خارج السلسلة في معاملة واحدة من الطبقة الأولى. يتيح ذلك للمطورين التفكير في طرق إبداعية بهدف تحسين تجربة المستخدم وتعزيز استخدام الـ”بلوكتشين”.
أما الطبقة الثالثة، فهي المكان الذي تشهد تفاعلاً بين المستخدمين وتقنية سلسلة الكتل. إنها واجهة تعامل المستخدم الخاصة بـ”بلوكتشين”، والتي تتضمّن الجوانب الفنية وتمنح المستخدمين وسيلة للتفاعل مع التقنية. تتمثّل الطبقة الثالثة بالتطبيقات القائمة على الـ”بلوكتشين”، وتلك تشمل الألعاب وتطبيقات التمويل اللامركزي أو أخرى خاصة بأنظمة التخزين الموزعة.
بإيجاز، تعدّ الطبقة الأولى مكوّناً بالغ الأهمية بالنسبة للنظام البيئي الخاص بتقنية الـ”بلوكتشين”، فهي تشكّل أساس الأنظمة اللامركزية كافة. في حين تُعتبر بروتوكولات الطبقة الثانية مهمة لأنها قادرة على حلّ المشاكل التي قد تعيق قابلية تطوير الـ”بلوكتشين”. ويتم من خلال الطبقة الثالثة التعامل مع التطبيقات الواقعية للتقنية.