عاد تداول الرموز غير القابلة للاستبدال (NFT) في سبتمبر/أيلول الجاري إلى مستويات ما قبل الفقاعة، حيث انخفض حجم التداول الشهري بنسبة 97 في المئة عن ذروة يناير/كانون الثاني، وفقًا لِتقارير صحفية عدّة.
وفي حال عدم حدوث مفاجآت غير متوقّعة في الدقائق الأخيرة، فقد يبلغ حجم تداول سوق “أن أف تي” لشهر سبتمبر/أيلول حوالي 500 مليون دولار، وهو أدنى مستوى له منذ 15 شهرًا.
وتعدّ الرموز غير القابلة للاستبدال أصولاً رقمية مميزة مبنية على أساس تقنية الـ”بلوكتشين”.
ليست الأنباء بهذا السوء لِمالكي هذه الرموز. بحسب بيانات صادرة عن منصة التحليلات NFTGo، حقق غالبية متداولي الـ”أن أف تي” أرباحاً خلال الشهر الماضي. في المقابل، يراهن آخرون على اجتياز هذه المرحلة العصيبة بأقل خسائر ممكنة.
ومع ذلك، هناك القليل من العوامل التي تشير إلى أن الطلب المتدنّي على الرموز غير القابلة للاستبدال سَيبلغ أعلى مستوياته في أوائل العام الجاري.
لكن، ما هو مستقبل النظام البيئي الخاصّ بالـ NFT؟
سؤال برزت الحاجة للاجابة عليه عقب انهيار سوق الرموز غير القابلة للاستبدال. وللأسف، بالنسبة لمالكي الـ NFT، الذي يقفون بشكل رئيسي وراء الأزمة الحالية، جاءت معظم الردود لتغلّب الأغراض التجارية على الفنية.
فعلى سبيل المثال، يقول فيتاليك بوتيرين، المؤسس المشارك في “إثريوم”: “أعتقد أن الرموز المستدامة ستثبت فعاليتها”. “لم تثبث الصور الفنية التي جرى تداولها، وتشمل صور قطط وغيرها، استمراريتها، بحيث لم تلبث أن تلاشت. لكي تكتسب الرموز قيمة دائمة، يجب أن تمتلك مزايا تجعلها تستحق الاحتفاظ بها، وليس امتلاكها وحسب.
في المقابل، لا يزال كبار المستثمرين يعربون عن تفاؤلهم بشأن الانسجام بين الـ”أن أف تي” والأعمال التجارية على المدى الطويل.
على الرغم من انهيار حجم تداول سوق الـ NFT وتدهور أسعار العملات المشفرة، لا يزال تمويل رأس المال الجريء لهذه الرموز والألعاب القائمة عليها – حيث يكافأ اللاعبون بمنحهم أصول رقمية – يحقق بعضاً من الزخم. خلال الأشهر الثلاثة الماضية، قام المستثمرون بضخ متوسط شهري يقارب 625 مليون دولار في مشاريع الألعاب القائمة على أساس تقنية الـ”أن أف تي”، وفقًا لـ”ذا بلوك ريسرش”.
وفي الأشهر التسعة الماضية، بلغ متوسط الاستثمار في الـ”أن أف تي” حوالي مليار دولار.