على غرار الأنظمة النقدية الأخرى، يعدّ الاحتيال من الوقائع المحزنة ضمن النظام البيئي الخاص بالعملات المشفرة.
بحسب البيانات، حقق المحتالون أكثر من 14 مليارات دولار في العام 2021، حيث تجاوزت قبيل أغسطس/آب الحالي، القيمة الإجمالية للإيرادات غير المشروعة 1.6 مليار دولار.
في حين تعدّ التشريعات الصارمة، التي تنطوي على غرامات باهظة وقد تصل عقوبتها إلى السجن، إحدى الطرق لردع منفذي العمليات الاحتيالية في عالم التشفير، فإن الطبيعة الشاملة لهذه الجرائم الإلكترونية غالبًا ما تجعل مثل هذه التشريعات غير فعّالة.
على الرغم من أن منصات التشفير والتبادلات تقوم بدورها للسيطرة على مخاطر جرائم التشفير، من خلال تثقيف مستخدميها على نحو دوري، لرصد المحتالين واجتنابهم، إلا أن المشكلة تحتاج إلى حل تقني أكثر شمولية واكتمالاً.
في هذا الإطار، تبرز “السمكة المنتفخة” (بلووفيش) كواحدة من ضمن الحلول البارزة لهذه المشكلة. إنها عبارة عن تقنية جدار حماية جديدة تمكّنت حتى اللحظة من جمع رأسمال بقيمة 11.8 مليون دولار. تهدف تقنية “السمكة المنتفخة” إلى تحديد المعاملات المشبوهة بشكل فوري، بالإضافة إلى تنبيه المستخدمين من خلال إرسال تحذيرات واضحة، وتوفير سياق ملائم لمساعدتهم في اتخاذ الإجراءات التصحيحية قبل الوقوع في شرك الماكرين.
جرى تصميم هذه التقنية لتتلاءم مع جميع المنصات، وتستهدف حماية محافظ المستخدمين من مختلف أنواع الهجمات، والتي تشمل التصيد الاحتيالي والاستيلاء على نظام أسماء المجالات ضمن التطبيقات اللامركزية، بالإضافة إلى هجمات سلسلة توريد البرمجيات وغيرها.
وكانت ذكرت “بلووفيش” في بيان، أنها أبرمت تعاوناً مع محفظة التشفير “فانتوم”، القائمة على تقنية سلسلة الكتل اللامركزية “سولانا”.
وتشير “بلووفيش”: “منذ دمج واجهة برمجة التطبيقات (API) الخاصة بنا، قامت [Phantom] بإزالة ما يزيد عن 125 مليون معاملة مطروحة، بالإضافة إلى وقف أكثر من 11 ألف معاملة استنزاف للمحفظة من تزوير تواقيع مستخدميها”.
ثم تأتي خدمة Crypto Secure التي أطلقتها “ماستركارد” لتقديم أسلوب جديد لمعالجة هذه المسألة. تم تصميم الخدمة الجديدة من قبل عملاق الخدمات المالية لمساعدة المصارف على ضبط التعاملات المشفرة المشبوهة. وتحصل الخدمة على دعم من جانب Cipher Trace، وهي شركة ناشئة متخصصة في تعزيز أمن البلوكتشين، كانت قد استحوذت عليها “ماستركارد” في العام الماضي.
