Share

باول يلمح لإمكانية رفع أكبر وربما أسرع لأسعار الفائدة

البيت الأبيض يدعو "الفدرالي" إلى "التقاط الأنفاس"
باول يلمح لإمكانية رفع أكبر وربما أسرع لأسعار الفائدة
أسعار الفائدة

أبلغ رئيس الاحتياطي الفدرالي الأميركي جيروم باول المشرّعين بأن “الفدرالي” سيحتاج على الأرجح لرفع أسعار الفائدة بأكثر من المتوقع على خلفية بيانات قوية في الآونة الأخيرة، وإنه مستعد للتحرك بخطوات أكبر للسيطرة على التضخم. ورد عليه البيت الأبيض قائلاً إن على المصرف المركزي التمهل في ما يتعلق برفع أسعار الفائدة.

وقال باول أمام لجنة تابعة لمجلس الشيوخ إن “المعطيات الاقتصادية الأخيرة أقوى مما كان متوقعًا، ما يفترض أن يكون المستوى النهائي لمعدلات الفائدة على الأرجح أعلى من المتوقع”.

لا يزال معدّل التضخم مرتفعًا والنمو بطيئًا، وقد يتواصل رفع معدّل الفائدة الرئيسي للاحتياطي الفدرالي إلى أكثر من 5.1 في المئة، المستوى الذي كان يتوقع مسؤولو المصرف المركزي التوقف عنده، بحسب توقعاتهم الأخيرة التي نُشرت في ديسمبر (كانون الأول).

وسيتمّ تحديث هذه التوقعات في 21 و22 مارس (آذار)، خلال الاجتماع المقبل للاحتياطي الفدرالي.

ولمكافحة التضخم القوي في الولايات المتحدة، يرفع الاحتياطي الفدرالي معدّلات الفائدة منذ عام، وقد زادها من هامش يتراوح بين صفر و0.25 في المئة كان معتمدًا خلال فترة تفشي وباء كوفيد-19 لدعم الاقتصاد من خلال زيادة الاستهلاك، إلى هامش يتراوح بين 4.5 في المئة إلى 4.75 في المئة حاليًا.

وبعد رفع قويّ لمعدّلات الفائدة مرات عدة، اعتمد الاحتياطي الفدرالي مؤخرًا وتيرة أبطأ، حتى أنّه عاد بعد اجتماعه الأخير في الأول من فبراير (شباط) إلى الوتيرة المعتادة برفع المعدلات ربع نقطة مئوية في كل مرة.

غير أن باول الذي سيدلي بشهادته مرة أخرى يوم الأربعاء أمام لجنة الخدمات المالية في مجلس النواب، أكد أن ذلك يمكن أن يتغيّر مجددًا. فقال “إذا كانت المعطيات كافة تشير إلى أن هناك ما يبرر تشديدًا أسرع، فسنكون مستعدين لتسريع وتيرة رفع أسعار الفائدة”.

وأثارت هذه التصريحات الذعر في بورصة وول ستريت التي سجّلت تراجعًا مفاجئًا. وأغلقت على تراجع حاد، في وقت بات يتوقع على نطاق واسع أن يقر الاحتياطي الفدرالي زيادة بمقدار 50 نقطة أساس في اجتماعه المقبل بعدما كانت التكنهات تشير إلى انه سيعتمد الزيادة نفسها التي أقرها في اجتماعه السابق وهي 25 نقطة اساس.

إضافة إلى ذلك، حذّر باول من أن المعدّلات قد تبقى مرتفعة “لبعض الوقت”.
وأشار إلى نتائج قوية سجّلت في يناير (كانون الثاني) على صعيد التوظيف والنفقات الاستهلاكية والإنتاج الصناعي والتضخم، مرجّحا أن تكون الأرقام نتيجة طقس أكثر دفئاً من المعتاد في تلك الفترة.

البيت الأبيض

 

وردا على سؤال عن تصريحات باول، نقلت “رويترز” عن مسؤول في البيت الأبيض رفض الكشف عن هويته إن من المهم عدم الاعتماد كثيراً على بيانات شهر واحد.

وأضاف المسؤول “البيت الأبيض لن يتدخل في إدارة مجلس الاحتياطي الفدرالي.. لكننا نتعامل مع بيانات شهر واحد ويحتاج الناس إلى الجلوس لالتقاط الأنفاس”.

وقالت “رويترز” إن البيت الأبيض يعتمد على باول، وهو جمهوري معتدل، لتوجيه الاقتصاد نحو “هبوط سلس” للاقتصاد ينخفض فيه التضخم دون الوقوع في براثن الركود، فيما يستعد الرئيس الديمقراطي جو بايدن لحملة رئاسية ثانية تركز على توفير فرص العمل وزيادة الاستثمارات.