Share

ألف للتعليم تعيد صياغة مستقبل التعليم

توظّف الشركة التكنولوجيا والابتكار ضمن مساعيها للارتقاء بالتجارب التعليمية
ألف للتعليم تعيد صياغة مستقبل التعليم
الرئيس التنفيذي جيفري ألفونسو

تأسست “ألف للتعليم” في عام 2017، وتبنت رؤيةً طموحة تمثلت في إحداث تحولٍ شامل على مستوى المنظومة التعليمية وتعزيز تجارب تعلم الطلبة، من خلال تسخير أحدث التقنيات المُبتكرة، مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة وتعلُّم الآلة. 

في هذه المقابلة الحصرية، يروي الرئيس التنفيذي جيفري ألفونسو الرحلة الملهمة لشركة “ألف للتعليم” التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها. بدأت “ألف للتعليم” كمؤسسة محلية ناشئة، ومنذ ذلك الحين نمت لتصبح شركة عالمية رائدة في مجال تكنولوجيا التعليم، محدثةً تأثيراً عميقاً على الطلبة والمدرّسين في جميع أنحاء العالم. خلال المقابلة أيضاً، يشارك ألفونسو رؤاه القيّمة بشأن مستقبل التعليم.

تتمثل رسالة “ألف للتعليم” في إحداث تحولٍ ضمن المنظومة التعليمية. كيف نجحتم في تحقيق ذلك؟ وما هي الخطوات والمراحل الأساسية التي ساعدتكم على تحقيق أهدافكم؟

تأسست “ألف للتعليم” في عام 2017 بهدف إحداث ثورة في المنظومة التعليمية من خلال توفير حلول مبتكرة ومخصصة، يَسهُل الوصول إليها، وتعزيز حب التعلم لدى الطلبة وتزويدهم بالمهارات اللازمة للنجاح في ظل عصر التكنولوجيا. في البداية، كان تركيزنا على تطوير نموذج تعليم ابتدائي قائم على التكنولوجيا، لكننا سرعان ما وسعنا رؤيتنا لتشمل تحولاً رقمياً عالمياً للتعليم من مرحلة الروضة حتى الصف الثاني عشر. تلبي منتجاتنا احتياجات الطلبة ذوي القدرات المختلفة وأنماط التعلم المتنوعة، باستخدام أحدث التقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم التشخيصي وتحليلات البيانات الضخمة، في إطار رؤيتنا لرقمنة قطاع التعليم وتعزيزه ودفع عجلة الابتكار فيه.

يضمن هذا النهج تقدم الطلبة بشكل مستقل، مع ملاءمة المحتوى للمناهج المحلية، وإتاحة التمارين التفاعلية المصممة حسب نقاط قوتهم وضعفهم. ومن خلال استخدام أفضل التقنيات وعلوم البيانات والمواد التعليمية، نجحنا في إحداث نقلة نوعية في مجال التعليم، حيث وصلنا إلى أكثر من 820 ألف طالب و40 ألف مدرّس.

تُعدّ منصتنا الرائدة “منصة ألف”، الحاصلة على العديد من الجوائز المرموقة، حجر الزاوية في مسيرة نجاحنا، حيث تسهم في تعزيز نتائج التعلم للطَلبة من مرحلة الروضة حتى الصف الثاني عشر. وتستعين المنصة بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقديم رؤى تستند على البيانات، كما تتيح كتابة التعليقات والملاحظات وتقديم الدعم الفوري للمعلمين لتوجيه الطلبة وتقييمهم. 

كما قمنا بإنشاء تطبيق أبجديات، وهو تطبيق تفاعلي لتعلم اللغة العربية للطلبة من مرحلة الروضة حتى الصف الرابع. بالإضافة إلى ذلك، عكفنا على تطوير تطبيق “أرابيتس”، وهو منهج رقمي شامل مدعم بالذكاء الاصطناعي، ومخصص لمتعلمي اللغة العربية لغير الناطقين بها. ومنذ إطلاقه في عام 2021، تم تنزيل التطبيق أكثر من 1.8 مليون مرة. وسهّل التطبيق تعلم اللغة العربية لما يقرب 80 في المئة من سكان الإمارات، وكذلك الطلبة، ممّن لا يجيدون التحدث باللغة العربية. وقمنا مؤخراً بتوسيع نطاق حلولنا لتشمل: “مسارات ألف” وتدريس فنون اللغة الإنجليزية ELA، وهما برنامجان تعليميان يوفران دعماً شاملاً، ويتضمنان مهارات التعليم الأساسية في مجال الرياضيات واللغة الإنجليزية.

يُعدّ “مسارات ألف” برنامج رياضيات تكميلي يركز على الطلبة باستخدام محتوى التعلم التفاعلي، ويستند على تقييمات تشخيصية مخصصة ومسارات تنموية موصى بها لمساعدة الطلبة في التعلم كلٌّ حسب الوتيرة الأنسب له. بالإضافة إلى ذلك، يشكل ELA نهج يتسم بالبساطة والفعالية لتدريس المهارات التعليمية الأساسية، وتوفير تعليم منفصل للمهارات من خلال استخدام مقاطع الفيديو والقراءة التفاعلية. يوفر كلا البرنامجين ملاحظات فورية للطلبة والمعلمين، وذلك من خلال تقييمات وألعاب مخصصة لمراجعة المحتوى.

لقد حققنا العديد من الإنجازات البارزة خلال مسيرتنا، لا سيما خلال جائحة كورونا. منذ ذلك الحين، واصلنا توسيع قاعدة منتجاتنا ومستخدمينا. ونتواجد حالياً في أكثر من 4 آلاف مدرسة حول العالم، تمتد من الإمارات العربية المتحدة إلى الولايات المتحدة وإندونيسيا والمغرب. كما قمنا بتوسيع نطاق عملنا ليشمل المزيد من الطلبة على مستوى العالم، مع الاستمرار في تعزيز حلولنا لتوفير تجربة تعليمية أكثر تخصيصاً وتفاعلاً. إلى ذلك، ننشط في التعاون مع الحكومات والمؤسسات التعليمية لتعزيز النهج التعليمي القائم على البيانات، وضمان اتخاذ قرارات مستنيرة مدعومة بعلوم البيانات.

نكرّس في “ألف للتعليم” جهودنا في سبيل تزويد المدرّسين بالأدوات والموارد اللازمة للتفوق في مهامهم، انطلاقاً من إيماننا بأهمية دورهم في صقل وتشكيل التجارب التعليمية للطلبة. وتهدف مبادراتنا إلى إحداث تغيير على مستوى التعليم من خلال خلق بيئة تعليمية أكثر إنصافاً وشمولية لجميع الطلبة، والاستفادة من التكنولوجيا والطرق التعليمية الناجحة لتمكين المتعلمين من تحقيق إمكاناتهم الفريدة والمتميزة.

توفر منصة ألف للتعليم تجارب تعليمية مخصصة مشوّقة. هل يمكنك توضيح الدور الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي وتعلُّم الآلة في ذلك؟ وهل تعتقد أن الذكاء الاصطناعي سيكون لديه في النهاية القدرة على مساعدة الطلبة بشكل مستقل دون الحاجة إلى المعلمين في المستقبل؟

نعتمد على الذكاء الاصطناعي وتعلُّم الآلة لتقديم تجارب تعليمية مشخصنة ومحفزة على التفاعل والمشاركة. تُعتبر هذه التقنيات ضرورية لتعزيز النتائج التعليمية من خلال جمع المعلومات حول مدى استيعاب الطلبة وإنشاء نماذج مخصصة تتماشى مع ذلك.

تتضمن حلولنا للتعلم الرقمي أنظمة الدروس الخصوصية الذكية والتقييمات المستمرة لجمع البيانات وتوفير معلومات نوعية حول المتعلمين. ويركز هذا النهج على البيانات، ويتيح للمعلمين تخصيص تجارب التعلم لكل طالب، وتعديل المواد لتناسب أساليب ومستويات التعلم الخاصة به. وتقوم خوارزميات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة بتحليل كميات هائلة من البيانات، لتحديد الأنماط والاتجاهات التي تساعد في إنشاء مسارات مخصصة للنجاح. كما يساعد “مساعد ألف للذكاء الاصطناعي” Alef AI Tutor، وهو نظام تعليمي ذكي، الطلبة في الأنشطة الصفية، ويقدم الدعم والمعلومات حول أبرز الموضوعات.

ويمثل التدخل المبكر أحد أبرز التطبيقات للذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في مجال التعليم. وتستخدم حلولنا للتعلم الرقمي آلية تقييم وتدخل هجينة تعتمد على الاختبارات التشخيصية التكيفية والنماذج التنبؤية. تعمل هذه الأدوات على تحديد الفئة الطلابية التي قد تواجه صعوبات في التعلّم، كما تتأقلم هذه الأدوات في الوقت الفعلي لتحديد المستويات المعرفية للطلبة في مختلف المجالات والمراحل التعليمية. يوفر هذا النهج فهماً شاملاً لقدرات كل طالب، مع تجاهل الافتراضات حول قدرتهم أو مستوياتهم التعليمية واللغوية. ومن خلال استخدام النماذج التنبؤية التي تعمل بواسطة الذكاء الاصطناعي، تقوم حلولنا برصد وتعقب نشاط المستخدم والمناهج التي تلقّاها والملاحظات الواردة الذين يواجهون احتمالية الفشل الدراسي. ويتيح هذا التحديد المبكر للمدرّسين التدخل الفوري، وتزويد الطلبة بالدعم الذي يحتاجون إليه للعودة إلى المسار التعليمي الأمثل.

على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي وتعلُّم الآلة يشكلان أداتين مؤثرتين في دعم العملية التدريسية، إلا أنهما لا يغنيان عن الاتصال الشخصي والمباشر الذي يوفره المدرّس الفعلي. بدلاً من ذلك، تعمل تقنّيتا للذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة كأدوات لمساعدة المعلمين في ممارساتهم التعليمية، وتوفر للمدرّسين بيانات ورؤى قيّمة لاتخاذ قرارات مستنيرة حول الاستراتيجيات التعليمية التي يتعيّن اتباعها. كما تمكنهم من توفير تجربة تعليمية تُلائم مستويات الطلبة، وتقديم دعم موجه ومخصص لكل طالب.

ومع تقدُّم التكنولوجيا، أصبحت إمكانية مساعدة الذكاء الاصطناعي للطلبة بشكل مستقل عن المعلمين أمراً واقعاً. ويمكن أن يكون للذكاء الاصطناعي دور أكثر استقلالية في توفير التعليمات والدعم المخصص. في المقابل، من الضروري تحقيق التوازن والحفاظ على العنصر البشري الذي يُعتبر ركيزةً أساسية للتعليم. على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعزز ويحسن تجربة التعلم، إلا أن دور المعلمين في تعزيز التفكير النقدي والتطور الاجتماعي والعاطفي والتوجيه الشخصي أمر لا غنى عنه.

تجمع منصة ألف ملايين نقاط البيانات يومياً. كيف يتم استخدام هذه البيانات، وما هو تأثيرها على تجارب تعلم الطلاب على المنصة؟ بالإضافة إلى ذلك، كيف تضمن “ألف للتعليم” بيئة تعلم رقمية آمنة وسط مخاوف بشأن خصوصية البيانات؟

تجمع حلول التعلم الرقمي لدينا ملايين البيانات يومياً، والتي تُعتبر ضرورية لتعزيز تجارب التعلم لدى الطلبة. وبفضل هذا الكم الهائل من البيانات، يمكننا إنشاء مسارات تعليمية مخصصة ومصممة لتلبية الاحتياجات الفردية لكل طالب ونقاط القوة والضعف لديه. يمكن لمنتجاتنا ضبط المحتوى والسرعة والاستراتيجيات التعليمية من خلال تحليل نقاط البيانات هذه لتحسين مشاركة الطلبة وأدائهم.

وتستخدم حلولنا للتعلم الرقمي البيانات التي تم جمعها لتقديم توصيات مخصصة وتقييمات تكيفية وملاحظات فورية للطلبة. ويضمن هذا المستوى الشخصنة أن يتلقى كل طالب تعليمات ودعم موجهين لمساعدته على التقدم بوتيرته الخاصة، والتغلب على أيَّة عقبات تعليمية. وتحدد منتجاتنا المجالات التي يحتاج فيها الطلبة إلى تمارين تعليمية أو تدخل إضافي، مما يمكّن المعلمين من التدخل في الوقت المناسب وبصورةٍ موجهة لدعم العملية التعليمية.

تلعب البيانات دوراً محورياً في تقييم تقدُّم الطلبة وتحصيلهم الدراسي. ومن خلال تحليل البيانات، يكتسب المعلمون رؤى قيّمة حول نقاط القوة والضعف وأنماط تعلم الطلبة. وتساعد هذه المعلومات المعلمين على اتخاذ قرارات مستنيرة حول استراتيجيات التعليم، وتحديد المجالات التي تتطلب اهتماماً إضافياً، وتصميم مناهجهم التعليمية لتلبية احتياجات الطلبة الفردية. علاوة على ذلك، تعمل منصة “ألف للتعليم” على التحسين والابتكار المستمرين من خلال البيانات التي يتم جمعها. ويتيح تحليل توجّهات وأعداد الطلبة للمنصة تحديد مجالات جديدة للتحسين، وتنقيح خوارزمياتها ومحتوياتها. كما تفضي هذه العملية المتكررة إلى التقدم المستمر، مما يضمن تطوير المنصة لتلبية الاحتياجات المتغيرة للمتعلمين.

في “ألف للتعليم”، تمثل حماية بيانات الطلبة أولوية قصوى، حيث نلتزم بالمعايير واللوائح المعمول بها في هذا المجال، مثل قانون الخصوصية والحقوق التعليمية للأسرة (FERPA) وقانون حماية خصوصية الأطفال على الإنترنت (COPPA) المعتمدين في الولايات المتحدة، فضلاً عن اللائحة الأوروبية العامة لحماية البيانات. كما نستخدم طرق تشفير عالية الكفاءة لحماية بيانات الطلبة أثناء نقلها وتخزينها، مما يضمن بقاء المعلومات الحساسة سرية ومحمية من الوصول غير المصرح به. كما نُجري عمليات تدقيق أمنية واختبارات اختراق منتظمة، لمعالجة نقاط ضعف النظام وتعزيز إجراءاتنا المتعلقة بتوفير الحماية الالكترونية. ونعطي الأولوية لتثقيف المستخدمين، بما في ذلك الآباء والمعلمين والطلبة، حول أفضل ممارسات حماية الخصوصية وأمن البيانات. كما نقدم العديد من الموارد، والتي تشمل الأدلة الإرشادية حول الخصوصية، والبرامج التعليمية وورش العمل لزيادة الوعي، فضلاً عن تمكين المستخدمين من اتخاذ قرارات مستنيرة فيما يتعلق ببياناتهم.

ALEF Education

عرضت “ألف للتعليم” أحدث الحلول في مجال تكنولوجيا التعليم لجمهور من كافة أنحاء العالم في إكسبو 2020 دبي. في هذا الإطار، يُنتظر من مؤتمر COP28 أن يوفر لكم فرصة مماثلة. ما هي الممارسات المتمحورة حول الاستدامة التي ستشاركها ألف للتعليم مع العالم خلال الحدث؟ وكيف تدعم “ألف للتعليم” التزامات الحكومة الإماراتية بتحقيق صافي انبعاثات صفري؟ وما هي المبادئ التي تعتمدها الشركة فيما يتعلق بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة (ESG

باعتبارنا شركة رائدة في مجال تكنولوجيا التعليم، نلتزم في “ألف للتعليم” باستعراض أبرز الحلول المبتكرة في مجال التعلم الرقمي خلال الأحداث والفعاليات العالمية. وبعد مشاركتنا الناجحة في إكسبو 2020 دبي، نستعد حالياً لطرح حلولنا التي تتمحور حول الاستدامة خلال الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف COP28. ويحمل هذا الحدث أهميةً خاصة بالنسبة لنا بصفتنا شريكاً استراتيجياً لوزارة التربية والتعليم في الإمارات. ونعتزم إبراز جهودنا لتعزيز الاستدامة من خلال إقامة العديد من المبادرات، بما في ذلك برنامج فرسان البيئة EcoChamps  لتعزيز الوعي بتأثير الكربون ، وAlef metaverse، فضلاً عن تفانينا في الالتزام بمبادئ ومعايير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية ESG.

تضافرت جهود مؤسسة ألف للتعليم مع وزارة التربية والتعليم وشركة كامبريدج من أجل التعليم (Cambridge Partnership for Learning) ومشروع محو الأمية الكربونية لتقديم برنامج فرسان البيئة الصيفي للمدارس في دولة الإمارات. يهدف هذا البرنامج إلى تزويد الطلبة بفهم أوسع بشأن تغير المناخ والاستدامة وأهمية التحرك في هذا الإطار. تم دمج البرنامج في المناهج الدراسية ويتضمن ألعابًا تفاعلية ومقاطع فيديو تعليمية ورحلات ميدانية، من بين أنشطة أخرى جذابة. من خلال هذه الخطوة، تزود “ألف للتعليم” الطلبة والمدرّسين بالمعارف والأدوات لمواجهة تحديات التغيُّر المناخي والتدهور البيئي.

تعمل “ألف للتعليم” على تطوير فضاء ميتافيرس للنهوض بالتعليم المستدام، سيتم عرضه في COP28. وسنعمل من خلال هذه التكنولوجيا على إنشاء تجارب تعليمية غامرة تجعل التعليم المستدام أكثر إشراكاً وفعالية. ومن خلال توظيف الواقع الافتراضي والمؤثرات البصرية عالية الدقة، وتكنولوجيا الصوت المكاني المتقدمة، والمحتوى الرقمي الغامر، ستوفر “ألف للتعليم” للمستخدمين تجربة غامرة تتيح زيادة وعي الطلبة بشأن الانبعاثات الكربونية ومبادئ الاستدامة عبر سلسلة من الأنشطة والمهام التي تتيح لهم التعرف على طرق الحفاظ على البيئة وتوضح لهم تداعيات أفعالهم وتصرفاتهم في الوقت الفعلي.

ويسعدنا أن نشارك في مبادرة “صوت المعلمين” (Educator’s Voice) ضمن TeachersCOP، وهو حدث من تنظيم مكتب التعليم المناخي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم في الإمارات، وذلك خلال النسخة القادمة من مؤتمر الأطراف COP28 الذي تستضيفه دبي في وقت لاحق من العام الجاري. وتوفر هذه المبادرة فرصة للمعلمين للتعبير عن آرائهم بشأن تغير المناخ والاستدامة. ويلعب المعلمون دوراً حيوياً في تعزيز التعليم المستدام، ونحن ملتزمون بدعمهم بشتى الطرق الممكنة.

ونفخر في “ألف للتعليم” بالمساهمة في التزامات دولة الإمارات تجاه تحقيق صافي انبعاثات صفري. كما ندعم بفاعلية انتقال الدولة إلى اقتصاد منخفض الكربون من خلال تطبيق الممارسات المستدامة والمبادرات التعليمية. ومن خلال تزويد الطلبة بالمعرفة والمهارات اللازمة لمواجهة تحديات تغير المناخ والاستدامة، فإننا نساهم بتمكين الجيل القادم من قادة الاستدامة.

كيف تدعم منصة “ألف للتعليم” المعلمين، وما مدى تأثيرها على منهجيات التدريس والأداء؟

ندرك في “ألف للتعليم” أهمية دعم وتطوير المعلمين لإنشاء نظام تعليمي فعال ومستدام. ومن خلال مجموعة من برامج التطوير المهني والتدريب المخصص والدعم المستمر، نعمل على تمكين المعلمين من دمج التكنولوجيا بسلاسة في ممارساتهم التعليمية للارتقاء بالعملية التعليمية.

ونقدم خدمات مهنية شاملة، بما في ذلك برنامج التطوير المهني المستمر (CPD)، والتي تزود المعلمين بالمعرفة والمهارات لاستخدام الوسائل التكنولوجية في الغرف الصفية. كما يوفر فريقنا تدريباً مخصصاً ودعماً مستمراً لمساعدة المعلمين على التعرف على المزايا والوظائف التي تتمتع بها منصة “ألف للتعليم”. وبالإضافة إلى ذلك، توفر “أكاديمية ألف” دورات وموارد تعتمد على الوتيرة الذاتية للتعلُّم، وتركز على الاستراتيجيات التنفيذية العملية وأفضل الممارسات للتعلم الرقمي. من خلال تقديم هذه الخدمات المهنية وإتاحة الوصول إلى “أكاديمية ألف”، فإننا نمكّن المعلمين من التكامل مع المنصة وتعزيز أساليب التدريس الخاصة بهم. كما تقدم أكاديمية ألف محتوى تعليمياً يشتمل على مناهج واتجاهات وأساليب تعليمية جديدة، بهدف تحسين معارف ومهارات المعلمين وتمكينهم من الاستفادة بشكل فعال من المنصة. 

ولدينا فريق من المتخصصين التنفيذيين في مجال التعلم الرقمي لدعم المدارس والمؤسسات التعليمية، حيث يقوم هذا الفريق بزيارة المدارس لتوفير دورات التوجيه والتدريب بشأن المزايا التي تتمتع بها “منصة ألف”، مع تقديم أمثلة على كيفية تطبيقها في القاعات الدراسية. ويركز الفريق على عملية صنع القرار القائمة على البيانات، كما يحرص على تقديم دعم للمعلمين ومدراء المدارس على فهم وتحليل بيانات “منصة ألف”، باستخدام لوحات التحكم الشاملة. وبالإضافة إلى ذلك، نقدم دعماً تقنياً شاملاً لضمان الإدارة السلسة للبنية التحتية التقنية من خلال المتخصصين المساعدين في مجال تكنولوجيا المعلومات الذين يتواجدون في المواقع لتقديم الدعم اللازم. نسعى أيضاً لتوفير الدعم المستمر مثل تجهيز المعدات وتحديد الأعطال وإصلاحها إلى أعمال الصيانة وتحديثات الأنظمة.

إنَّ لـ “منصة ألف” تأثير كبير على منهجيات التدريس والأداء، ودور ملموس في تعزيز الممارسات التدريسية بفضل مجموعة مزاياها المتنوعة، مثل تعليم مهارات التأقلم، وخطط الدروس المتوافقة مع المناهج الدراسية، وأدوات التعلم المشخصنة، وبيئة تعليمية تُشجّع الطلبة على التفاعل ، والتقارير الفورية لتقييم تقدم الطلبة، وتحليلات البيانات، والتقارير الموقتة. وأظهرت دراسات الفعالية لدينا أن أكثر من 13,500 معلم خضعوا للتدريب وتحسين المهارات باستخدام “منصة ألف”. في العام 2022، قمنا بإجراء 208 دورات تدريبية، ووصلت درجات رضا العملاء لدينا إلى نسبة 95 في المئة.

ويهدف تعاوننا مع المعلمين إلى تمكينهم من استخدام التكنولوجيا بشكل فعال، لاسيما الأدوات المبتكرة مثل “منصة ألف”. وأظهرت هذه المنصة كفاءتها كأداة لتمكين المدرسين من تحسين الممارسات التدريسية، وتحقيق التحول في التدريس، وتمكين الطلبة من إطلاق العنان لإمكاناتهم الكاملة.

اقرأ أيضاً: ألف للتعليم تطلق برنامج حماة البيئة الصيفي Alef Eco Champs لطلبة المدارس في دولة الإمارات

ما رأيك في مستقبل التعليم في الإمارات وبقية العالم؟ 

يشهد النظام التعليمي في الإمارات العربية المتحدة والعالم تحولاً ملحوظاً مدفوعاً بالتقدم التكنولوجي. كما أننا نشهد نقلة نحو منهجيات التعلم المشخصنة والهجينة المصممة لتلبية المتطلبات المختلفة للطلبة. وبصفتنا شركة رائدة متخصصة في مجال تكنولوجيا التعليم، فإننا ننشط في قيادة هذا التحول في مجال التعليم، ونلتزم بتوفير تعليم مخصص وعالي الجودة للطلبة في جميع أنحاء العالم.

كما يشهد التعلم المشخصن تنامياً متزايداً، في ظل إدراك المعلمين لأهمية تكييف التعليم مع احتياجات الطلبة الفردية. ويكتسب التعلم الهجين، الذي يجمع بين التعليم التقليدي المباشر والتعليم الالكتروني، زخماً أيضاً باعتباره النموذج التعليمي المفضل، إذا أنه يوفر مزايا كلا النهجين. وبالإضافة إلى ذلك، يعدّ دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم خطوة مهمة لها إمكانات هائلة، حيث يمكن للأدوات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي شخصنة التعلم، وتقديم ملاحظات فورية، فضلاً عن أتمتة المهام الإدارية، وبالتالي تعزيز التجربة التعليمية بصورة عامة.

وننظر بترقُّب حيال المشهد التعليمي مستقبلاً، حيث نؤمن إيماناً راسخاً بقدرة التكنولوجيا على إحداث تغيير جذري في إمكانية الوصول والفعالية لجميع الطلبة. ونحن ملتزمون بضمان قدرة حلولنا على تمكين الطلبة لإطلاق العنان لإمكاناتهم القصوى وخلق تأثير إيجابي على العالم برمّته. فعلى سبيل المثال، يملك الذكاء الاصطناعي التوليدي القدرة على تخصيص تجارب التعلم وإشراك الطلبة بطرق لم تكن ممكنة من قبل. ومن خلال استخدام هذه التقنيات، يمكن تصميم المهام التطبيقية وفقاً لاحتياجات الطلبة الفردية. كما يمكن أن تسهل عمليات المحاكاة التفاعلية تصور المفاهيم المعقدة. وبات بمقدور المعلمين الافتراضيين وروبوتات الدردشة توفير الدعم للطلبة أثناء قيامهم بواجباتهم المنزلية، مما يتيح للمعلّمين صبّ جلّ تركيزهم على توجيه الرحلة التعليمية المتفرّدة لكل متعلم. أمامنا احتمالات عديدة وآفاق لا حصر لها!

إن مستقبل التعليم في الإمارات العربية المتحدة مشرق، في ظل نهج التفكير المستقبلي للدولة وتفانيها في تقديم تعليم عالي الجودة لشعبها والمقيمين على أرضها. وبتوجيه من الحكومة الإماراتية، نساهم بنشاط في تشكيل المشهد التعليمي للدولة. وتتمتع دولة الإمارات بالإمكانات التي تجعلها رائدة عالمياً في مجال التعليم؛ ومن جانبنا، سنواصل التزامنا بتحويل هذه الطموحات والتطلعات إلى حقيقة واقعة.

انقر هنا للاطلاع على المزيد حول ألف للتعليم.