Share

الشوك والسكاكين والأطباق والقش الصالحة للأكل تنقذ المحيطات

تكلفة الغذاء المهدور سنوياً حول العالم بنحو تريليون دولار أميركي
الشوك والسكاكين والأطباق والقش الصالحة للأكل تنقذ المحيطات
الادوات الصالحة للأكل

تخيّل أنك جالس في إحدى المطاعم على جادة الشانزيليزي وسط باريس تحتسي قهوتك المعتادة وعندما تنتهي تأخذ قضمة من الفنجان وتتناوله بالكامل مستمتعًا بمذاقه اللذيذ، وبعدها تأكل الكروانسون مع الصحن المقدمة به… أمر غريب فعلًا لكن يمكن أن يحصل!

ولكن ملاحظة حتى إذا لم تتناول هذه العبوات او الادوات الصالحة للأكل، فستظل لها فائدة مهمة لقدرتها على التحلل مما يجعل اختفاءها والتخلص منها أمرًا غير ملوّث للبيئة .

ولكن قبل الاستفاضة بالحديث عن هذه العبوات وعن الحلول البيئية المبتكرة، دعنا نطلعك قليلًا على بعض الارقام المهمة حول الهدر الغذائي الذي يسهم في زيادة النفايات الغذائية واستهلاك المواد البلاستيكية وتأثيرها بالتالي على نسبة التلوث.

هدر غذائي

 

أكد تقرير صادر عن “الفاو” أن المنطقة تعتمد على الاستيراد لتلبية أكثر من 50 في المئة من احتياجاتها الغذائية.وبالرغم من ذلك، فإنه يتم هدر ما يصل إلى ثلث الأغذية التي تنتجها وتستوردها أي ما يعادل نحو 1.3 مليار طن من الطعام.

بما في ذلك 14 إلى 19 في المئة من جميع انواع الحبوب و 26 في المئة من جميع الأسماك والأغذية البحرية و13 في المئة من اللحوم و45 في المئة من جميع الخضروات والفاكهة.

وتقدر تكلفة الغذاء المهدور سنوياً حول العالم بنحو تريليون دولار أميركي، في حين تقدّر تكلفة التخلص من نفايات الطعام في جميع أنحاء العالم بنحو 410 مليارات دولار سنوياً.

وبالتالي إذا تم تقليل هدر ربع الطعام فقط فسوف يكون ذلك كافياً لإطعام نحو 870 مليون شخص جائع في مختلف أنحاء العالم.

أرقام صادمة

 

الى جانب الهدر الغذائي الكبير، فإن الاستعمال المفرط للمواد البلاستيكية خصوصًا الاكياس أحادية الاستعمال مسيء للكوكب.

فبحسب الارقام، يستخدم حوالى 500 مليار كيس بلاستيكي سنوياً في جميع أنحاء العالم تتضمن موادًا غير قابلة للتحلل وسامة، غالبًا ما ينتهي بها الحال في مكبات النفايات أو في المحيط، ما يسبب وفاة حوالي 100 ألف حيوان بحري كل عام.

والملفت للنظر أن التقديرات تشير الى أنه يمكن للبلاستيك الذي نلقيه كنفايات في المحيطات أن يعادل الدوران حول الأرض أربع مرات في السنة الواحدة، أي أنه يستمر في المياه لمدة تصل إلى 1000 سنة قبل أن يتحلل تماماً.

القش الصالحة للأكل

 

يعد التلوث الناجم عن المواد البلاستيكية إحدى المشكلات البيئية على المستوى العالمي. وبحسب الارقام، فحوالى 5000 مليون قشة يتم استخدامها والتخلص منها سنويًا. وفي كل أوروبا يمكن أن يصل الاستهلاك إلى 36.500 مليار في عام واحد فقط.

ولهذا السبب يجري تطوير بدائل للتخفيف من مشكلة التلوث منها استخدام القش الصالحة للأكل، وهي باتت متوفرة وتستخدم تقريبًا في جميع أنحاء العالم.

وهذه القشة القابلة للتحلل الحيوي تؤدي وظيفة عدم تلويث البيئة والإضرار بالكائنات الحية.

edible straws

عبوات وأدوات الطعام

 

وعندما نصل الى عبوات الطعام البلاستيكية، نرى أن العلماء طوّروا عبوات وأدوات للطعام صالحة للاكل بديلة عن حاويات الطعام البلاستيكية والبوليسترين السامة المهدرة.

وذلك للتخفيف من النفايات الغذائية التي تملأ القمامة وتلوث المحيطات، ويمكن أن تستغرق قروناً لتتحلل.

وباتت هذه المنتجات متاحة شيئًا فشيئًا في الاسواق. وتشمل:

1- أوراق التغليف التي تكون مصنوعة عادة من الأرز أو البطاطس أو الذرة أو القمح طبعًا صالحة للأكل ويمكن أن تكون بطعمات مختلفة.

2- أطباق وعبوات الطعام وأدوات المائدة، المصنوعة عادة من نخالة القمح، وتتحمل الحرارة. لذلك يمكن استخدامها خصوصًا في الأفران. كما يمكن إعادة تدويرها واستعمالها كسماد زراعي.

عبوات الطعام تأتي بأحجام ونكهات عدة، وميزة بعض العبوات أنها خالية من الملوّنات الصناعية أو المنكهات، كما أنها حاصلة على شهادة للأطعمة “الحلال”.

3- حاويات المياه، المصنوعة من النباتات والطحالب، يمكن استخدامها لنقل المياه والمشروبات الغازية والمشروبات الكحولية.

كما يمكن أن تكون بلا مذاق أو تحتوي على نكهات، ولكن إذا لم يتم أكلها فهي قابلة للتحلل كقطعة من الفاكهة، وهي أرخص من البلاستيك.

4- كرات المياه، وهي بديلة عن زجاجات المياه البلاستيكية وتكون عبوة المياه فيها كروية وطبيعية وصالحة للاكل.

وتصنع تلك العبوات من مصادر نباتية طبيعية مثل النباتات والأعشاب البحرية. بالاضافة الى انه يمكنك الحصول عليها بعدة ألوان. ولكن إذا لم يتم استهلاكها في غضون 4 إلى 6 أسابيع تتحلل.

5- بروتين الكازيين، قام العلماء حديثًا بتطوير أكياس تغليف مصنوعة من بروتين الحليب.

ويمكن اعتبار هذا المنتج بديلًا فعالًاعن التغليف البلاستيكي التقليدي. فهو ليس فقط صالح للأكل إنما قابل للتحلل، وأفضل بحوالي 500 مرة من البلاستيك في منع تلف المواد الغذائية.

توقعات بالنمو

 

ويتوقع أن يرتفع الطلب على الأطباق والأوعية الصالحة للأكل بشكل كبير مع حظر الاتحاد الأوروبي الأطباق البلاستيكية التي تستخدم مرة واحدة، مثل القشات وأكواب البوليستيرين.