Share

القطاع العقاري مفتاح الاقتصاد القطري بعد كأس العالم

السياحة في المجالين العقاري والرياضي تشهد نمواً داعماً لخطط التنويع
القطاع العقاري مفتاح الاقتصاد القطري بعد كأس العالم
القطاع العقاري سيلعب دورًا محوريًا في تنويع الاقتصاد القطري

سوف يسهم القطاع العقاري في تنويع الاقتصاد القطري في العام 2023، في ظلّ جهود الدولة إلى إعادة ترسيخ مكانتها على خارطة الاستثمار العالمية خلال المرحلة التي تعقب انتهاء بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022.

ومن المتوقع تقليص الإنفاق الحكومي على المشاريع الكبرى بعد الانتهاء من استضافة البطولة.

في المقابل، تبقى الاستثمارات في مجال البنية التحتية أولوية اقتصادية في ضوء تحوّل تركيز الدوحة على الاستثمار في القطاعات غير النفطية.

إقرأ المزيد: نسخة خالدة من بطولة كأس العالم قطر.. أرقام وإحصائيات للذكرى

كما يُتوقّع أن ينمو سوق البناء في قطر بمعدل نمو سنوي مركب بنسبة 9.5 في المئة خلال الفترة الممتدة بين العامين 2023 و 2030، ليصل إلى تقييم 123.1 مليارات دولار بحلول نهاية العقد الحالي، وفقًا لتقرير صادر في يناير/كانون الثاني 2023 عن مؤسسة التي تُعنى بأبحاث السوق Verified.

ويُنتظر أن يتم تكثيف النشاط العمراني في القطاعات التجارية والسكنية، كما في مجالات الصناعة والنقل والطاقة.

ويضيف التقرير: “تعهّدت الحكومة كذلك بتحسين الخدمات الصحية والتعليمية، فضلاً عن تنمية القطاع السياحي، الذي يوفر خيارات بناء واسعة”.

تنويع الاقتصاد القطري

 

وتتوقع الحكومة القطرية في العام 2023 تحقيق فائض في الميزانية بقيمة 29 مليارات ريال قطري (7.83 مليارات دولار) مقابل إيرادات قدرها 228 مليارات ريال قطري، مع الإلغاء التدريجي للنفقات المخصصة لكأس العالم.

ومن بين الـ 199 مليار ريال التي جرى تخصيصها للإنفاق خلال العام الحالي، تم تخصيص ما يقرب من الخمس (1/5) لِقطاعات الرعاية الصحية (21.1 مليارات ريال) والتعليم (18.1 مليارات ريال).

وانخفضت المخصصات للمشاريع الكبرى في العام 2023 بنسبة 13.6 في المئة مقارنة بالعام المنصرم لتصل إلى 63.9 مليارات ريال.

إقرأ المزيد: قطر تسجل فائضاً في الميزانية بـ 30 مليار ريال في الربع الثالث

وخلال حديثه لشبكة “سي أن أن” في قمة دافوس 2023 في يناير/كانون الثاني الجاري، أشار وزير المالية القطري علي الكواري  أن استثمارات البلاد تتركز على تحقيق النمو إلى ما هو أبعد من بطولة كأس العالم ومفاعيلها.

وأضاف: “استمرت بطولة كأس العالم لشهر واحد فقط، ولن يقوم أحد باستثمارات ضخمة أو يعتزم القيام بذلك لأجل شهر واحد فقط”.

القطاع العقاري الاقتصاد القطري

بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 ستسهم في تنمية رصيد السياحة الرياضية في قطر

ما كنا نعمل على تطويره على صعيد استِثماراتنا وَبنيتنا التحتية سوف يرسم مستقبل البلاد، وهو مرتبط برحلتنا نحو التنويع الاقتصادي.

“هناك الكثير من التغيير الذي هو جزء من الرحلة القطرية. نحن نقوم بذلك من أجل مستقبل قطر ، ومن أجل رؤية 2030 ، ومن أجل تنوعنا. هذا سوف يستمر. هذا جزء من مبادئنا. إنه ليس شيئًا [كنا] نفعله فقط من أجل كأس العالم “.

إمكانات الاستثمار الأجنبي

 

تأمل شركات التطوير العقاري أن تتمكن قطر من الإفادة من قوتها الناعمة الجديدة ضمن الإطار العالمي لجذب أكبر قدر من الاستثمارات العقارية الأجنبية. يسمح القانون رقم 16 الصادر في العام 2018 للأفراد والكيانات القانونية غير القطرية بالتملك الحرّ والتمتع بحقوق الانتفاع في مناطق محددة.

وأشارت شركة الاستشارات العقارية “نايت فرانك” في تقريرها للربع الثالث من العام 2022 لسوق العقارات في قطر إنه على الرغم من “الاندفاع الأولي للمشترين الدوليين، الذين يتألفون بشكل أساسي من المقيمين المغتربين” بعد سريان القانون، إلا أنه لوحظ “تباطؤ في عدد الصفقات على مدار الثلاث أعوام الماضية”.

وأضاف التقرير: “ومع ذلك، تُعتبر عمليات الإطلاق الأخيرة لأحدث المشاريع الفاخرة ناجحة، لا سيّما بين المشترين القطريين الذين لا يزالون ينشطون إلى حدّ كبير.

وتواصل هيئة المناطق الحرة في قطر اجتذاب الشركات الدولية إلى منطقتين حرّتين في رأس بوفنطاس وأم الحول.

“من شأن الإصلاحات التنظيمية الأخيرة التي تتيح للشركات العالمية بإنشاء أعمال تجارية في قطر، أن تعزز أيضًا الطلب في قطاع المساحات الإدرايّة”.

إقرأ المزيد: هذه هي انعكاسات المونديال على اقتصاد قطر

ومن المتوقع أيضًا أن تدفع الكيانات الحكومية الاستثمار في العام 2023. في هذا الإطار، تخطّط شركة “الديار” القطرية، التي أسسها صندوق الثروة السيادية جهاز قطر للاستثمار في العام 2005، لإطلاق مشاريع في أعقاب انتهاء بطولة كأس العالم.

وقال مدير الاستثمار بالشركة أحمد محمد الطيب لوكالة الأنباء القطرية في ديسمبر/كانون الأول، إن معدلات إشغال الوحدات العقارية، بما في ذلك الفنادق، قد شهدت تحسّناً، وساهمت في انتعاش القطاع بحلول نهاية العام 2022 في ظلّ زيادة الإنفاق السياحي والحكومي في مختلف قطاعات الاقتصاد في البلاد.

الازدهار عبر الاستثمار في الرّياضات المتنوعة

 

لعِبت الاستعدادات لكأس العالم دورًا مهمًا في تنمية الاقتصاد القطري منذ اختيارها كدولة مضيفة للبطولة في العام 2010. وتقدّر شركة الاستشارات المالية الرياضية في الولايات المتحدة “فرونت أوفيس سبورتس” عن إنفاق الدوحة حوالي 220 مليارات دولار على مدار 12 عامًا خلال التحضير لاستضافة البطولة الرياضية. وتشير التقديرات إلى أن حوالي 6.5 مليارات دولار تم إنفاقها على ملاعب كأس العالم الثمانية، من ضمنها سبعة تم بناؤها من الصفر.

بالإضافة إلى دعمها للاقتصاد المحلي في البلاد، لا سيما في قطاعي الضيافة وتجارة التجزئة، من المتوقع أيضًا أن تساهم بطولة كأس العالم في بروز قطر كمركز للسياحة الرياضية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

ومن المقرر أن تقام بطولة كأس آسيا لكرة القدم في قطر خلال العام الجاري، كما تستعد البلاد لاستضافة “سباق جائزة قطر الكبرى للفورمولا 1 2023” في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

كما سوف تستضيف قطر السباق الافتتاحي لبطولة الاتحاد الدولي للسيارات 2024 ونهائيات بطولة العالم لكرة الطاولة 2025.

في هذا السياق، وخلال حديث لوكالة “بلومبرغ” في وقت سابق من يناير/كانون الثاني الجاري، قال منصور المحمود، الرئيس التنفيذي لصندوق الثروة السيادي لجهاز قطر للاستثمار،  أن الصندوق يدرس أيضًا ضخّ استثمارات في أندية لكرة القدم. في هذا الإطار، تمتلك قطر بالفعل نادي “باريس سان جيرمان” في دوري أبطال أوروبا من خلال شركة قطر للاستثمارات الرياضية.

إقرأ المزيد: قطر تتطلّع للاستثمار في أندية الدوري الممتاز

وقال المحمود عن طموحات “جهاز قطر” للاستثمار في قطاع الرياضة: “إنه قرار توجّهه المصالح التجارية إلى حدّ كبير”.

وأضاف: “كما أضحت الرياضات مسألة بالغة الأهمية، بحيث بات الجمهور ينخرط أكثر فأكثر في الرياضة، كما أن الرقمنة تزيد من جاذبيتها بالنسبة للمستثمرين”.