Share

حركة الأسواق المالية حول العالم في أسبوع 3 فبراير

النفط يقفز عن الـ100 دولار والذهب يقترب من الـ2000 دولار والقمح في أعلى مستوياته منذ 13 عاماً
حركة الأسواق المالية حول العالم في أسبوع 3 فبراير
الأسواق المالية

ذكر التقرير الأسبوعي الصادر عن اتحاد أسواق المال العربية، على مدار الأسبوع الماضي، أن أسواق الأسهم العالمية المالية وعوائد سندات الخزانة الأميركية تراجعت يوم الخميس، في حين ارتفعت أسعار الدولار والذهب والنفط بشكل صاروخي، نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا.

وسجلت أسواق الأسهم من الولايات المتحدة إلى أوروبا وآسيا خسائر ملموسة، مع قفزة حادة في أسعار السلع، مما زاد من المخاوف بشأن التضخم والمخاطر على النمو الاقتصادي.

في الوقت نفسه، أثرت التهديدات الجيوسياسية على سندات الخزانة الأميركية يوم الخميس، ممّا دفع بالعائد على السندات لأجل 10 سنوات إلى انخفاض حادّ إلى 1.868 في المئة وذلك من 1.977 في المئة يوم الأربعاء.

في موازاة ذلك، قفزت العقود الآجلة لخام برنت يوم الخميس لتتجاوز 100 دولار للبرميل وذلك للمرة الأولى منذ سبتمبر/أيلول 2014، في حين قفزت أسعار الذهب إلى ما فوق 1970 دولاراً، لتسجل أعلى مستوياتها منذ أغسطس/آب 2020. 

عوائد سندات الخزانة الأميركية والأسهم تنخفض مع مراقبة المستثمرين للغزو الروسي

 

انخفضت عوائد سندات الخزانة الأميركية بشكل حادّ في التعاملات المبكرة يوم الخميس، حيث تدفق المستثمرون باتجاه أصول الملاذ الآمن للسندات الحكومية، مما أدّى إلى انخفاض عوائد السندات لأجل 10 سنوات و30 عاماً بأكثر من 10 في المئة في التعاملات الصباحية.

في الواقع، دفعت هجمة المستثمرين على ديون الحكومة الاميركية يوم الخميس، عوائد سندات الخزانة إلى الانخفاض الحادّ بعد غزو روسيا لأوكرانيا. لكن الانخفاضات المبكرة تضاءلت في وقت لاحق حيث قام المستثمرون بتقييم تأثير الهجوم على الاقتصاد وأسواق رأس المال.

وعليه، انخفض العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات نقطة أساس واحدة إلى 1.846 في المئة، بتسجيله أكبر انخفاض يومي له منذ أواخر نوفمبر/تشرين الثاني، في حين تعزز الدولار الأميركي، مرتفعاً بنسبة 1 في المئة تقريباً مقابل العملات الرئيسية.

مع ذلك، عاود عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات ارتفاعه مرة أخرى إلى 2.007 في المئة يوم الجمعة قبل أن يتراجع جزئياً ليتداول عند 1.98 في المئة، وفق مدير الأبحاث في اتحاد أسواق المال العربية الدكتور فادي قانصو.

أسواق الأسهم

 

في موازاة ذلك، شهدت أسواق الأسهم العالمية انخفاضات حادة يوم الخميس. فانخفضت العقود الآجلة لمؤشر EuroStoxx 50 والعقود الآجلة الألمانية بأكثر من 3.5 في المئة في الصفقات المبكرة، بينما انخفضت العقود الآجلة لمؤشر FTSE بنسبة 2 في المئة. وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز بنسبة 2.3 في المئة وتراجعت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك بنسبة 2.8 في المئة. في وقت أعلنت بورصة موسكو تعليق جميع التعاملات يوم الخميس.

وفي آسيا، انخفض أوسع مؤشر MSCI لأسهم آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان بأكثر من 3.2 في المئة إلى أدنى مستوى له منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2020. في حين تراجعت الأسهم الأسترالية بأكثر من 3 في المئة وخسرت الأسهم الصينية ما نسبته 2 في المئة.

ومع ذلك، انتعشت الأسهم في جميع أنحاء العالم يوم الجمعة، وانخفض الدولار الأميركي وتراجعت أسعار النفط حيث رحب المستثمرون بالحديث عن الدبلوماسية المتجددة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، في حين استثنت الدول الغربية قطاع الطاقة الروسي من العقوبات.

الروبل الروسي

 

عليه، انخفض الروبل الروسي بنسبة 30 في المئة مقابل الدولار الأميركي، بعد أن أعلنت الدول الغربية عن عقوبات جديدة ضد روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا.

ويأتي هذا الانخفاض القياسي الجديد للعملة الروسية بعد حظر بعض المصارف في البلاد من استخدام نظام الدفع الدولي SWIFT.

هذا ودعا المصرف المركزي الروسي إلى التزام الهدوء وسط مخاوف من احتمال حدوث تهافت على مصارف البلاد، لاسيما يعد تحرك الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وحلفائهما لعزل عدد من المصارف الروسية في أقسى إجراء يُفرض حتى الآن على موسكو بسبب الصراع في أوكرانيا.

ارتفاع أسعار النفط إلى فوق 100 دولار للبرميل

 

ارتفعت أسعار النفط قرابة دولارين للبرميل في التعاملات المبكرة يوم الجمعة في وقت استمر الغزو الروسي لأوكرانيا في تأجيج مخاوف الإمدادات العالمية حيث تستعدّ الأسواق لتأثير العقوبات التجارية على روسيا المُصدرة للنفط الخام. وارتفعت خام برنت إلى 101.1 دولاراً للبرميل، وقفز خام غرب تكساس الوسيط 94.7 دولاراً للبرميل. وقد تسبب الهجوم على أوكرانيا في ارتفاع الأسعار إلى أكثر من 100 دولار للبرميل للمرة الأولى منذ 2014 يوم الخميس، مع تجاوز خام برنت عتبة الـ105 دولارات للبرميل، قبل تقليص المكاسب مع إغلاق التبادلات.

هذا، وقد تراجعت أسعار النفط يوم الجمعة إلى ما دون 100 دولار للبرميل بعد ارتفاعات حادة في وقت مبكر من الجلسة بفعل مخاوف من تعطل محتمل للإمدادات العالمية من جراء العقوبات المفروضة على روسيا، أكبر مصدر للخام.

وقال مسؤول أميركي إن العقوبات لن تستهدف تدفقات النفط والغاز الروسية. ويعمل المسؤولون الأمريكيون مع الدول المنتجة للنفط من منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) ومع الدول الكبيرة المستهلكة للنفط للاستجابة إذا لزم الأمر لتهدئة أسواق الطاقة. 

الذهب إلى أعلى مستوياته في 18 شهراً

 

ارتفعت أسعار الذهب يوم الخميس صوب أعلى مستوى لها في 18 شهراً، لتصل إلى ما يزيد عن 1970 دولاراً للأونصة، حيث لجأ المستثمرون إلى الملاذات الآمنة كالذهب، الذي يعتبر تقليدياً ملاذاً آمناً في أوقات عدم اليقين، وذلك بعد أن أعلنت أوكرانيا حالة الطوارئ وفرض الغرب المزيد من العقوبات على روسيا لإرسالها قوات إلى شرق أوكرانيا، قبل أن تشهد تراجعاً حاداً يوم الجمعة.

وفي الوقت نفسه، واصلت أسعار العملات المشفرة الرئيسية انخفاضها على مدار الأسبوع مع تفاقم أزمة روسيا وأوكرانيا وسعى مشترو العملات المشفرة والمستثمرون الآخرون إلى ملاذات أكثر أماناً مثل الدولار الأميركي والذهب. وكما هو الحال في أسواق الأسهم، تراجعت عملة البيتكوين في التعاملات المبكرة يوم الخميس لكنها تعافت نسبياً في وقت لاحق من اليوم، وفق قانصو.

 

أسعار القمح تقترب من أعلى مستوياتها منذ أكثر من 13 عاماً

 

في موازاة ذلك، ارتفعت أسعار السلع من القمح إلى الألومنيوم خلال الأسبوع. فارتفعت أسعار القمح لتقترب من أعلى مستوياتها منذ أكثر من 13 عاماً، بينما ارتفعت أيضاً أسعار الألومنيوم والنيكل. في الواقع، تستحوذ روسيا وأوكرانيا معاً على ما يقارب من 25 في المئة من صادرات القمح العالمية، وحوالي 20 في المئة من صادرات الذرة و80 في المئة من صادرات زيت دوار الشمس. بينما تعدّ روسيا أيضاً مورداً رئيسياً لمجموعة كبيرة من السلع، بما في ذلك الألومنيوم والنيكل والبلاديوم. إضافةً إلى ذلك، مع اشتداد الحرب، تفاقمت مخاطر الاضطرابات اللوجستية بسرعة عبر أسواق السلع، حيث ترفض شركات التأمين توفير غطاء للسفن المبحرة في البحر الأسود، أو تطالب بأقساط ضخمة للقيام بذلك.