Share

كأس آسيا 2027 في السعودية سوف يعزّز السوق العقارية المحلية

يتوجّب التغلب على مخاطر السوق لتحقيق فوائد على المدى طويل
كأس آسيا 2027 في السعودية سوف يعزّز السوق العقارية المحلية
استضافة كأس آسيا 2027 في السعودية

يعدّ تأكيد استضافة كأس آسيا 2027 في السعودية خبرً ساراً لقطاعي العقارات والبناء في البلاد.

يأتي فوز المملكة بمناقصة الاستضافة في الوقت الذي تكثف فيه الدولة استثماراتها نحو إنشاء قطاع متين للترفيه المحلي.

ويُعتبر توطين الإنفاق المخصص للترفيه في السعودية من الأهداف ثالقافية الرئيسية ضمن مهمة التنويع الخاصة برؤية 2030.

إقرأ المزيد: فئات جديدة من الأصول تدبّ الحياة في السوق العقاري بمكّة والمدينة المنورة

ويتمثل الهدف في زيادة الإنفاق الأسري في القطاع من 2.9 في المئة إلى 6 في المئة بحلول العام 2030.

وسوف تسهم بطولة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم (AFC) التي ستقام في السعودية في دفع هذه الطموحات والمضي قدماً بها.

كأس آسيا 2027 في السعودية: مخططات المشاريع

 

كشفت السعودية عن خطط لترميم الملاعب وبناء ثلاث منشآت لبطولة المزمع إقامتها في 2027. وستشهد الرياض وحدها ضخ استثمارات ضخمة.

وبحسب كتاب العطاءات الرسمي لحدث الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، تخطط المملكة لترميم استاد الملك فهد الدولي في الرياض بحلول العام 2025. ومن المقرر ترميم هذا الاستاد لزيادة السعة إلى 80,015 متفرجًا.

2027-afc-asian-cup-in-saudi-
بطولة كأس آسيا 2027 من المزمع استضافتها في السعودية

كما تشمل الخطط ترميم استاد الأمير فيصل بن فهد في الرياض، وزيادة سعته إلى 44,500 متفرج. ويتضمن برنامج الترميم إزالة مضمار الجري، وخفض مستوى الملعب، واستبدال مدرجين، وإضافة طبقة جديدة. 

إقرأ المزيد: أبرز الاتجاهات العقارية المنتظرة في دول الخليج في 2023

كما جرى التخطيط لبناء ملعبين في العاصمة. ويقع استاد الرياض الجديد، الذي يتسع لـ22 ألف مقعد، على بعد 700 متر من محطة مترو الرياض.

كما تمّ التخطيط لاستاد القدية الرياضي الذي جرى تصميمه لشركة “القدية للاستثمار”. ومن المقرر افتتاح المنشأة التي تتسع لـ22 ألف مقعد في العام 2023.

وفي الدمام، سيتم بناء ملعب يتسع لـ 40 ألف متفرج لحضور البطولة. أما في جدة، سيتم تخصيص ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية الذي يتسع لـ 59 ألف متفرج، واستاد الأمير عبد الله الفيصل الذي يتسع لـ 27 ألف متفرج. وسيجري ترميم المنشأة الأخيرة لتلائم معايير بطولة كأس آسيا.

انعكاسات

 

ومن المتوقع أن يكون لبطولة كأس آسيا لكرة القدم على سوق العقارات والبناء في السعودية انعكاسات مزدوجة. 

وعلى المدى المتوسط ​​إلى الطويل – وأقرب من بدء الحدث -، من المرجّح أن ينعكس الإقبال المتوقع والناجم عن الحدث بالإيجاب على قطاعات البيع بالتجزئة وقطاع الضيافة في المملكة.

وشهد متوسط ​​الإيجارات السنوية للمراكز التجارية الإقليمية الكبرى ارتفاعاً بنسبة 5 في المئة، في حين حافظت المراكز التجارية الإقليمية في الرياض على استقرارها خلال الربع الثالث من العام 2022. وارتفعت إيجارات المراكز التجارية الإقليمية والإقليمية الكبرى في جدة بنسبة 2 في المئة و 3 في المئة على التوالي، وفقًا لبيانات صادرة عن  شركة “جيه إل إل“. 

سيتمّ ترميم ملعب الأمير محمد بن فهد

وسط النمو التجاري في الرياض والانتعاش السياحي الذي تعيشه جدة، يشهد قطاع الضيافة في المدن تعافياً مماثلاً. فخلال الفترة الممتدة بين يناير/كانون الثاني وأغسطس/آب 2022، بلغ معدل الإشغال في الرياض 58 في المئة، مسجلاً تحسناً بنسبة 10 في المئة مقارنةً بالأرقام الصادرة في 2021. 

وخلال الفترة نفسها، ارتفع متوسط ​​الأسعار اليومية بنسبة 23 في المئة على أساس سنوي إلى 169 دولارًا. كما بلغت الإيرادات لكل غرفة متاحة  98 دولارًا – بزيادة سنوية قدرها 36 في المئة. 

ونما معدل الإشغال في جدة بنسبة 13 في المئة ليبلغ 52 في المئة. وارتفع متوسط ​​أسعار الغرف بنسبة 17 في المئة إلى 214 دولارًا، وارتفعت إيرادات الغرف المتاحة بنحو 33 في المئة على أساس سنوي لتصل إلى 111 دولارًا.

مخاطر يتوجّب التنبّه لها

 

ومن المحتمل أن يترتب عن التحضيرات للبطولة انعكاسات مباشرة أسرع بعض الشيء على قطاع البناء في السعودية. 

مع انطلاق أعمال البناء الخاصة بالمشروع الضخم التزاماً بأهداف رؤية 2030، سيمثّل التضخم أحد أبرز المخاطر التي يتوجّب تعقّبها على مستوى السوق. وفي حين تبدو التوقعات التضخمية بالنسبة للسعودية أدنى من المتوسطات العالمية، فإن اعتماد السوق على واردات المواد – بما في ذلك من الأسواق ذات التضخم المرتفع – يمكن أن يؤثر على تكاليف البناء المحلية.

وفقًا لـ”جيه أل أل”، يمكن أن تؤثر تفويضات التوطين أيضًا على ميزانيات مشتريات البناء. وسيكون للوائح التي يشمل بعضها تدريب المواهب الوطنية وتوريد المواد المحلية انعكاسات على خدمات التخطيط وتحديد المصادر والمواد والعمالة لعقود البناء.

إقرأ المزيد: تقديم رونالدو أمام 25 ألف متفرج في السعودية

ستمثل استضافة كأس آسيا 2027 في السعودية تطوراً إيجابياً على واسع النطاق لكل من أهداف التنويع الاقتصادي للبلاد والشرق الأوسط ككلّ. 

ستكون الفوائد الاجتماعية والاقتصادية للبطولة متعددة الجوانب. في المقابل، ستستفيد سلاسل التوريد في المجال العقاري السعودي من اتباع استراتيجيات لإدارة الطلب المتزايد في السوق في الفترة التي تسبق العام 2027.