بعيداً من أزمة الاقتصاد الكلي العالمية التي تجتاح الأسواق، وموجة “الاستقالات الكبيرة” في قطاع التكنولوجيا، أصبح الذكاء الاصطناعي ولا سيّما طفرة روبوتات الدردشة GenAI مقلقة لأسواق العمل، مما قد يؤدي إلى خفض الرواتب وحتى إلغاء بعض الوظائف.
استشهدت كل من IBM وشركة الاتصالات البريطانية العملاقة BT Group بالذكاء الاصطناعي عند الإعلان عن تخفيضات الآلاف من الوظائف، مما يشير إلى أن العديد من الوظائف الشاغرة ستذهب إلى غير رجعة.
وجدت دراسة حديثة لـ Goldman Sachs أن الذكاء الاصطناعي التوليدي قد يلحق ضرراً بـ 300 مليون وظيفة بدوام كامل في جميع أنحاء العالم.
هذا العام وحده، تسبب تسريح العمال في قطاع التكنولوجيا فقدان الآلاف لوظائفهم، بالتزامن مع التخفيضات التي بدأتها عمالقة التقنية بما في ذلك Google و Amazon و Microsoft و Meta.
بلغ تسريح العمال في العام 2023 وحتى اليوم 168,243، وفقًا لموقع Layoffs.fyi، متجاوزًا إجمالي 2022. شهد شهري فبراير/شباط ومارس/آذار تسريح أكبر إجمالي قدره 36,491 و 37,109 موظفين على التوالي.
في المحصّلة، فقد حوالي 21,000 شخص وظائفهم في ميتا منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2022. وذكرت منصة LinkedIn في 8 مايو/أيار أنها ستلغي 716 وظيفة أو حوالي 3.6 في المئة من إجمالي موظفيها. في مايو/أيار أيضًا، أشارت Shopify إلى أنها ستقوم بتسريح 20 في المئة من قوتها العاملة، أو حوالي ألفَي شخص. كما استغنت أمازون عن 27,000 وظيفة أو ما يعادل 8 في المئة من قوتها العاملة هذا العام. وفي مارس، أعلنت شركة Accenture عن خطط لإلغاء 19,000 وظيفة أو 2.5 في المئة من قوتها العاملة. والأمثلة على ذلك لا تنتهي، وتشكل الجانب السلبي من الموضوع.
أما الشقّ الإيجابي يكمن في أنه من المتوقع أن تكون مناصب مثل مهندسي الروبوتات ووظائف التحليل الذكي للأعمال من بين الأدوار التقنية الأسرع نموًا، على حساب الواجبات والمهام الكتابية.
تقرير مستقبل الوظائف – المنتدى الاقتصادي العالمي
يكشف تقرير مستقبل الوظائف الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي أن التوجهات الاقتصادية والصحية والجيوسياسيّة قد خلقت نتائج متباينة لأسواق العمل على مستوى العالم في العام 2023. تنتشر أسواق العمل الضيقة في البلدان ذات الدخل المرتفع، بينما تسود البطالة بمعدلات أعلى من فترة الوباء في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط الأدنى.
وفي الوقت نفسه، تنخفض الأجور الحقيقية نتيجة لاستمرار أزمة ارتفاع تكلفة المعيشة.
من خلال إلقاء نظرة متعمّقة للأدوار الوظيفية، يتبين أن الذكاء الاصطناعي ومتخصصو التعلم الآلي يتصدّرون قائمة الوظائف سريعة النمو، يليهم متخصّصو الاستدامة وموظفو التحليل الذكي للأعمال.
كما يتّضح أن الأدوار غير التقنية هي الأسرع تراجعاً، وتشمل هذه الأدوار الكتابية أو السكرتارية، بالإضافة إلى موظفي المصارف وكتاب الخدمات البريدية وأمناء الصندوق.
اقرأ أيضاً: التباطؤ يدفع إلى تسريح آلاف الموظفين.. والعملية ستتفاقم في 2023
مهارات جديدة مطلوبة
كشفت دراسة المنتدى الاقتصادي العالمي أن التفكير التحليلي هو مهارة أساسية قصوى في الطلب لتعظيم أداء الأعمال، يليه التفكير الإبداعي والتحلّي بالمرونة واليقظة وخفة الحركة، بالإضافة إلى التحفيز والوعي الذاتي والفضول والتعلم المستمر.
وسوف يشكل التفكير التحليلي حوالي 10 في المئة من مبادرات التدريب خلال الفترة الممتدة بين العامين 2023 و2027، يليها التفكير الإبداعي بنسبة 8 في المئة ضمن مخططات رفع مستوى المهارات.
ورفعت الشركات كل من تقنية الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة 12 مرتبة ضمن تقييمها لاستراتيجيات المهارات الأساسية الخاصة بها، مشيرةً إلى أنها سوف تستثمر فيها بنحو 9 في المئة من الجهود المبذولة لإعادة هيكلة المهارات.
زيادة الرواتب
ارتفعت النطاقات العليا للرواتب التكنولوجية عبر مجموعة متنوعة من الوظائف، وفقًا لدليل الرواتب الأخير الصادر عن شركة التوظيف الرقمية والإعلامية Aspire.
بالنظر إلى الوظائف الرقمية الشاغرة في مجالات الإعلام والتسويق والمبيعات والبحوث والتكنولوجيا، شهدت العديد من الوظائف زيادة في الرواتب بنسبة 30 في المئة على أساس سنوي خلال الفترة الممتدة من أبريل/نيسان 2022 إلى أبريل 2023.
وتُرجم تسريح العمال في القطاع التقني إلى بروز العديد من المرشحين ذوي المهارات العالية في السوق، وبالتالي فإن أرباب العمل الذين يتطلعون إلى التغلب على الصراعات التي ولّدها العام 2022، باتوا يجتذبون هذه المواهب من خلال عروض العمل المحفزة والرواتب التنافسية.
وشهدت الشواغر المبتدئة والمتوسطة على مستوى وظائف هندسة ضمان الجودة زيادة بنسبة 30 في المئة في المتوسط في الحد الأقصى للراتب، بينما شهد محللو بيانات الخريجين زيادة متوسطة في الأجور المعروضة بنسبة 7 في المئة. وقفزت وظائف التصميم على مستوى المبتدئين زيادة بنسبة 13 في المئة.
وارتفعت خلال العام الماضي عروض الرواتب لمناصب مدراء التقنية بنسبة 87.5 في المئة.
وطرأت تغييرات سلبية لبعض الوظائف حيث لحظ مصممو UX وواجهة المستخدم متوسطي المستوى أن العروض تتناقص بنسبة 10 في المئة مقارنة بالعام الماضي.
معدل التوظيف يحافظ على وتيرته القوية
يحافظ معدل التوظيف على وتيرته القوية وفقًا لتقرير راتب تكنولوجيا المعلومات للعام 2023 الصادر عن Robert Half Technology. وتبّين أن 56 في المئة من أرباب العمل في مجال التكنولوجيا الذين شملهم الاستطلاع يعتزمون التوظيف لمناصب جديدة في العام المقبل. كما قال حوالي 40 في المئة إنهم عن نيتهم فتح باب التعيين لوظائف شاغرة. في المقابل، ذكر غالبية مدراء التقنية أن العثور على محترفين ماهرين في تطوير البرمجيات والتطبيقات وأتمتة العمليات التكنولوجية والهندسة والعمليات السحابية بات مهمةً شاقة للغاية.
الوظائف المطلوبة
على الرغم من التهديد باستبدال الذكاء الاصطناعي لبعض هذه الوظائف في وقت لاحق، فإن عددًا قليلاً من الوظائف التقنية الأكثر طلبًا للعام 2023 تشمل:
1- مهندسو السحابة
2- مطورو قواعد البيانات
3- مهندسو DevOps
4- مطورو الواجهة الأمامية
5- أخصائيو دعم مكتب المساعدة والحواسيب المكتبية
6- مديرو الشبكات
7- مهندسو أمن الشبكات
8- مطورو البرمجيات
9- مهندسو البرمجيات
10- مديرو أمن النظم
11- المبرمجون ومبرمجو الحاسوب
12- محللو البيانات
انقر هنا للاطلاع على المزيد من الأخبار التقنية.