Share

رأي: لقد حان الوقت لأن تطيح “إثريوم” بـ”بيتكوين”

هل تكون عملية الدمج بمثابة القشة التي ستقصم ظهر البعير؟
رأي: لقد حان الوقت لأن تطيح “إثريوم” بـ”بيتكوين”
إثريوم وبيتكوين

يمكن القول إن إثريوم هي الشبكة المبنية على تقنية البلوكتشين الأكثر استخدامًا، وأبرز مثال على ذلك  “أثير” (رمز قيمة البلوكتشين الخاص بأثريوم)، التي تعدّ ثاني أكبر عملة مشفرة بعد “بيتكوين”، بقيمة سوقية تتجاوز 200 مليارات دولار.

ولكن أهمية “إثريوم” تكمن في ما هو أبعد من “أثير”. فشبكة “إثريوم” هي منصة يلجأ إليها المطورون لاحتضان الرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs)، والعقود الذكية، ومجموعة متكاملة من التطبيقات اللامركزية (dApps). إلى ذلك، تعتبر “إثريوم” القوة الدافعة والمحرّكة التي تدعم اقتصاد التمويل اللامركزي (DeFi).

في جوهر الأمر، تتميز “إثريوم”، على خلاف “بيتكوين”، بنظام بيئي شامل، يضمن توفيرها جدوى فعلية تتجاوز الفائدة التي تقدمها “بيتكوين” في هذا الصدد. 

وكما ذكرنا في وقت سابق، فإن مصير الدمج لن يؤدي إلى تغييرات على صعيد “إثريوم” فحسب، بل إن تأثيراته واسعة النطاق ستمتد لتشمل كذلك نظام التشفير البيئي بأكمله. 

وبمجرد تبنّي “إثريوم” لبروتوكول إثبات الحصة عقب إتمام عملية الدمج، ستبدأ الشبكة بالاعتماد على جهات مختصّة ومرخّصة للتحقق من المعاملات، وإضافة كتل جديدة إلى “البلوكتشين”. وفي هذا الإطار، يمكن لأي شخص التقدم بطلب ليصبح مدققًا عن طريق إيداع 32 عملة إثيريوم. ولكفالة النزاهة عبر الشبكة، سيتم مكافأة الجهات المعتمدة برموز “أثير”. 

وسيترتب عن الدمج أمور عدة، من بينها تقليل إصدار رموز “أثير” جديدة، في الأيام الأولى التي تعقب العملية المرتقبة. نتيجة لذلك، يعتقد لوكاس أوتومورو، رئيس الأبحاث في شركة IntoTheBlock، التي تعمل في مجال استخبارات “البلوكتشين”، عن إمكانية حصول انكماش على صعيد الرموز الأثيرية. 

في نشرته الإخبارية الأخيرة، يتوقع “أوتومورو” أنه نظرًا لأن العملة المشفرة لن تُمنح بعد الآن للمعدّنين، فإن كميات رموز “الأثير” التي ستصدر حديثاً ستنخفض بنحو 87 في المئة.

إلى ذلك، وبفضل الطبيعة التي يتم من خلالها تخزين العملات المشفرة، سينتج عن ذلك احتجاز كميات كبيرة من “الأثير” وحجبها عن الأسواق. وَسيؤدي الانخفاض في العرض إلى ارتفاع سعر العملة المشفرة، بناءً على مبدأ العرض والطلب.

تمضي شركة بحوث العملات المشفرة FSInsight إلى أبعد من ذلك. ففي تقرير صدر في وقت سابق من هذا الشهر، لفتت الشركة إلى أن النقص في تداول “إثريوم” يمكن أن يساعدها على تجاوز “بيتكوين” من حيث القيمة السوقية على مدار الـ 12 شهرًا القادمة.

وقد بدأت بالفعل العلامات المبكرة للـ”التقليب” (flipping) في الظهور. وتفوقت “أثير” من حيث الأداء على نحو لافت على “البيتكوين” خلال الشهرين الماضيين، بحيث ارتفعت قيمتها بأكثر من 100 في المئة مقارنة بفترة الحضيض التي بلغتها في يونيو/حزيران من العام الجاري.

يعزو الكثيرون الصعود الصاروخي لـ”أثير” – الذي يشبه خروج طائر الفينيق من رماد الحريق –  إلى عملية الدمج التي من المتوقع أن تصل إلى خواتيمها في سبتمبر/أيلول المقبل. يترقب الكثير من المستثمرين والمتداولين والمحللين في عالم التشفير، هذا الحدث، وكيفية تبلوره على أرض الواقع.

في حين قد يكون (أو لا يكون) الدمج بمثابة القشة التي ستقصم ظهر البعير، فإن حقيقة أن شبكة إثريوم التي تتميز بكونها الأكثر عملية من أي شبكة أخرى قائمة على تقنية سلسلة الكتل أو البلوكتشين، يجب أن تكون كافية عاجلاً أم آجلاً لتفوق “أثير” على “بيتكوين”.