Share

“كوب 27”: مبادرات وتحالفات لمواجهة التغيرات المناخية

تفاهم بين السعودية ومصر للتعاون في مجالات الكهرباء والطاقة المتجددة
“كوب 27”: مبادرات وتحالفات لمواجهة التغيرات المناخية
خلال الافتتاح الرسمي لاعمال المؤتمر

بدأ مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب27) المنعقد حاليا في مصر بإظهار الانسجام الاثنين. إذ وُضعت قضية الخسارة والأضرار المثيرة للانقسام – أي أن الدول الغنية يجب أن تدفع تعويضات للدول الفقيرة عن الأضرار التي تسببها الانبعاثات – على جدول أعمال القمة من دون احتدام.

وصل قادة العالم. افتتح الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش بتوجيه تحذير عالٍ بشأن خطر تغير المناخ على البشرية.

قال غوتيريش في حفل الافتتاح: “نحن في صراع من أجل حياتنا… ونحن نخسر. انبعاثات غازات الاحتباس الحراري تستمر في النمو. درجات الحرارة العالمية تستمر في الارتفاع. وكوكبنا يقترب بسرعة من نقاط التحول التي ستجعل الفوضى المناخية لا رجعة فيها”.

وتتالت كلمات قادة الدول الداعية الى العمل بجد لحماية العالم من تأثيرات التغيرات المناخية.

قمة “مبادرة الشرق الأوسط الأخضر”

 

على اهمية الكلمة التي ألقيت الاثنين والتي تؤكد وضع الدول مسألة المناخ على جدول أولوياتها، فإن ما حصل على هامش المؤتمر كان شديد الأهمية كونه رسم خارطة طريق لمسألة مكافحة التغيرات المناخية.

فعلى هامش المؤتمر، انعقدت قمة “مبادرة الشرق الأوسط الأخضر” التي أكّدت أهمية العمل الجماعي المشترك، وحشد التمويل اللازم للمبادرة من أجل تحقيق الأهداف المرجوة.

يذكر ان “مبادرة الشرق الأوسط الأخضر” جاءت في إطار “رؤية السعودية 2030” وهي تؤكد التزام المملكة بجهود الاستدامة الدولية، وتسهم في زيادة قدرات المنطقة على حماية كوكب الأرض من خلال وضع خارطة طريق طموحة ذات معالم واضحة تعمل على تحقيق جميع المستهدفات العالمية.

وذكر البيان الصادر عن القمة في نسختها الثانية برئاسة السعودية ومصر، أن القادة ثمّنوا جهود المملكة في المحافظة على البيئة والحد من آثار التغير المناخي، وعلى وجه الخصوص مبادرتي الأمير محمد بن سلمان؛ “السعودية الخضراء”، و”الشرق الأوسط الأخضر”، لما ستعودان به من أثرٍ إيجابي على البيئة في المنطقة، والعالم، وتحسين جودة الحياة، ومواجهة تحديات التغير المناخي.

أقرأ:السعودية تعلن دعم الشرق الأوسط الأخضر بـ 2.5 مليار دولار

وأشار القادة إلى أن المبادرة ستسهم في تسريع الوصول إلى أهداف التنمية المستدامة 2030، وتحقيق الرخاء لشعوب الدول الأعضاء، منوّهين بأهمية تحقيق الأهداف المناخية والبيئية، والالتزام بالاتفاقيات الدولية ذات العلاقة التي أقرتها الأمم المتحدة بما يسهم في تحقيق أهدافها وعقد المنظمة لاستعادة النظم البيئية، والعزم على تحقيق التكامل والتنسيق الوثيق بين الدول الأعضاء، واستثمار ذلك في رفع قدرتها الجماعية في مواجهة تحديات التغير المناخي.

وأكّدوا على امتثال الدول أعضاء المبادرة بتنفيذ تعهداتها والتزاماتها في إطار اتفاق باريس والعمل على اتخاذ الإجراءات اللازمة لحصر متوسط ارتفاع درجة حرارة الأرض وفقاً للمستويات التي حددها الاتفاق.

وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أعلن في كلمة له خلال انعقاد هذه القمة عن استضافة المملكة لمقر مبادرة “الشرق الأوسط الأخضر” والإسهام بـ2.5 ملياري دولار، دعماً لمشاريع المبادرة وموازنة الأمانة العامة التابعة لها للسنوات العشر المقبلة.

تحالفات

 

وعلى هامش “كوب 27” ايضا حصلت تحالفات يجب التوقف عند أهمها. إذ أطلقت الولايات المتحدة والنروج مبادرة عالمية جديدة لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في قطاع الشحن.

وأطلق رئيس الوزراء النروجي يوناس ستور والمبعوث الأميركي الخاص للمناخ جون كيري “تحدي الشحن الصديق للبيئة”.

وحفز الاثنان الحكومات والموانئ والشركات على تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من قطاع الشحن والتوافق مع هدف اتفاقية باريس للحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية.

كما اطلق “تحالف دولي للصمود في وجه الجفاف” الذي يطال عدداً متزايداً من مناطق العالم جراء الاحترار المناخي.

وسيضم هذا التحالف، برعاية السنغال واسبانيا، أكثر من 25 دولة و20 هيئة وهدفه تحسين الاستجابة المسبقة بدلا من الاستجابة الطارئة.

وسيستفيد هذا التحالف الجديد من تمويل أولي من خمسة ملايين يورو توفرها إسبانيا لاطلاق المشروع ولحشد الدعم الإضافي ولا سيما مشروع للرئيس الكيني وليام روتو لغرس خمسة مليارات شجرة في السنوات الخمس المقبلة و10 مليارات على 10 سنوات.

ووقعت الحكومتان السعودية والمصرية مذكرة تفاهم للتعاون بين البلدين في مجالات الكهرباء والطاقة المتجددة والهيدروجين النظيف، سعياً إلى تحقيق تطلعاتهما المشتركة في هذه المجالات.

وتهدف المذكرة إلى تعزيز التعاون في إنتاج وتصدير الكهرباء من الطاقة المتجددة، ونقل الهيدروجين النظيف، والربط الكهربائي، فضلا عن تشجيع التحول الرقمي، والابتكار، والأمن السيبراني، والذكاء الاصطناعي، إضافة إلى تنمية الشراكات النوعية بين البلدين، وتوطين المواد والمنتجات والخدمات وسلاسل الإمداد وتقنياتها.

من جهتها، كشفت الأمم المتحدة خطة تحرك تزيد قيمتها عن 3 مليارات دولار لكي يتمتع كل سكان العالم بحلول خمس سنوات بحماية من كوارث الطقس بواسطة شبكة انذار مبكر.

وقال الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية بيتيري تالاس الذي وضع هذه الخطة “الانذار المبكر ينقذ أرواحا ويوفر مزايا اقتصادية ضخمة. فيكفي الابلاغ بظاهرة خطرة قبل 24 ساعة على حدوثها لخفض الأضرار بنسبة 30 في المئة”.

وأفاد تقرير اليوم الثلاثاء بأن الدول النامية بحاجة إلى العمل مع المستثمرين والدول الغنية ومصارف التنمية للحصول على تمويل خارجي حجمه تريليون دولار سنوياً الذي ستكون مطلوبة بحلول عام 2030 للأسواق الناشئة والدول النامية بخلاف الصين، وذلك للعمل على تفادي الآثار السلبية لتغير المناخ بحلول نهاية العقد.

وقال التقرير إن التمويل مطلوب لخفض الانبعاثات وتعزيز المرونة والتعامل مع الأضرار الناجمة عن تغير المناخ واستعادة الطبيعة والأراضي.

وذكر أن إجمالي متطلبات الاستثمار السنوي للدول النامية سيصل إلى 2.4 تريليون دولار بحلول عام 2030، نصفها من التمويل الخارجي والباقي من مصادر عامة وخاصة في تلك البلدان.

وقال التقرير إن الاستثمار الحالي يبلغ نحو 500 مليون دولار. وأضاف أن أكبر زيادة يجب أن تأتي من القطاع الخاص، المحلي والأجنبي على حد سواء، بينما يتعين زيادة التدفقات السنوية من مصارف التنمية ثلاث مرات.