Share

هل تمتلك “ماستودون” ما يؤهلها للإطاحة بـ”تويتر”؟

المنصة تنعم حالياً بمجدٍ.. مؤقت
هل تمتلك “ماستودون” ما يؤهلها للإطاحة بـ”تويتر”؟
هل يمكن لـ"ماستودون" أن تحلّ مكان "تويتر"؟

بعد مرور عدّة أشهر من الأخذ والردّ، أكمل إيلون ماسك، الملياردير المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “سبيس أكس” و”تسلا”، الاستحواذ على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”. لكن مع انتقالها  إلى المالك الجديد، يبدو المنصة الشهيرة بوقت عصيب للغاية.

والحال أن الاضطرابات تسرّبت كذلك إلى مستخدمي المنصة. ولإظهار رفضهم لأسلوب ماسك في إدارة الأعمال، انضمّ مستخدمو “تويتر” إلى القافلة، بحيث انتقلوا إلى منصات أخرى بديلة تتيح خدمات تدوين على نطاق مصغّر.

ولجأت الغالبية إلى تطبيق “ماستودون” (Mastodon) مفتوح المصدر، الذي كان يُنظر له على أنه الموقع النقيض لـ”تويتر”.

يشير بابار خان جاويد، مدير الشؤون العامة في Z2C Limited – وهو مُسرّع تكنولوجي سنغافوري للشركات الناشئة المتخصصة في مجال تكنولوجيا التسويق – إلى البيانات الصادرة عن Sensor Tower، والتي تشير إلى أن “ماستودون” قفز من المرتبة 400 إلى المرتبة الخامسة عشر من ناحية أفضل التطبيقات التي جرى تحميلها بعد منتصف أكتوبر/تشرين الأول.

في مقابلة لصالح موقع “إيكونومي ميدل إيست”، يقول جافيد: “عند النظر إلى هذه البيانات في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، فمن الواضح أن ماستودون يحجز لنفسه مكاناً ضمن قائمة أفضل 50 تطبيقاً للتواصل الاجتماعي في كل من البحرين والكويت وعمان وقطر والإمارات والسعودية”.

يعتقد آرت شيخ، المؤسس والرئيس التنفيذي في CircleIt، الذي نجح في تطوير تطبيق حيوي بديل لوسائل التواصل الاجتماعي، أن وعود ماستودون بتقديم جدول زمني لا يتأثر بالخوارزميات، هو أحد أكثر الأمور التي تساعد على جذب الجمهور إليه.

“التطبيق يتيح كذلك الإفادة من خيارات خصوصية مذهلة حقاً”، يقول شيخ في حديث لموقعنا، مشيراً إلى أنه “عندما أنشأنا منصة مخصصة للتواصل العائلي محافظة، أدركنا أن المنصات الأخرى ستولي موضوع الخصوصية أهمية كبيرة”.

يضيف جافيد أنه على خلاف “تويتر”، لا يتضمن “ماستودون” أي إعلانات، ولا يبدو أنه يملك أي حسابات عشوائية وهمية حتى اللحظة. إلى ذلك، لا تعمل المنصة على إبراز مواضيع خارج اهتمامات المستخدم، ممّا يجعلها أكثر جاذبية.

ويلفت: “فيما يتعلق بالمعلومات الخاطئة والتضليل الزائف، لا يمكن لـ”ماستودون” تعديل المحتوى أو إنشاء قواعد تتعلّق بالبوستات المنشورة أو التي يُصار إلى حذفها”.

يقول جافيد: “عوضاً عن ذلك، يقوم منشئو الخوادم بتحديد كيفية تفاعل المستخدمين مع بعضهم البعض”.

إقرأ المزيد: إيلون ماسك يبدأ عملية تسريح جماعي لموظّفي “تويتر”

ولكن هل الأمر مجرّد دعاية وحسب؟

 

بالرغم من الهجرة الجماعية لمستخدمي “تويتر”، يعتقد خبراؤنا أن “ماستودون” قد تتوقف عن العمل، ذلك أن استقطاب المستخدمين أمر معيّن، ولكن الاحتفاظ بهم أمر مختلف تماماً.

في هذا الإطار، يرى جافيد أن اللغط الكبير الذي أثير حول علامات التحقق الزرقاء والذي نتج عنه التشكيك بصحة العلامة التجارية الخاصة بـ”تويتر”، يمكن أن يتكرر بسهولة مع المنصة الجديدة. على نحو مماثل، يعتقد شيخ أن “ماستودون” سيشعر عاجلاً أم آجلاً بالحاجة إلى السماح بالإعلان على المنصة بهدف كسب إيرادات، موضحاً أن ذلك قد يتسبب في نهاية المطاف في شلّ حركة المهاجرين الجدد.

يستند الرجل إلى مؤشرات صادرة عن شركة “غوغل” خاصة بدول مجلس التعاون الخليجي، والتي تظهر أن “تويتر” لا يزال يحتفظ بهيمنتِه على “ماستودون”. يرى جافيد أن الاهتمام الأخير بـ Mastodon ربما يرجع إلى الضجيج قصير المدى وحسب، والغضب العارم الذي أحدثه “تويتر”.

وعلى الرغم من الاختلافات التقنية، لا يعتقد جافيد أن Mastodon لديها ما يؤهلها للتغلب على Twitter والإطاحة به على المدى الطويل.

“تُظهر البيانات أن عددًا قليلاً جدًا من المستخدمين قد غادروا Twitter، وسيخاطرون ببناء مجتمعهم والعودة إلى نقطة الصفر إلى منصة لم يتم اختباره بما يكفي”، يقول، لافتاً إلى أن “معظم الناس لم يقوموا بحذف تطبيق Twitter ولا ينوون القيام بذلك أصلاً، نظراً للتكاليف الباهظة التي تكبّدوها لتأسيس أنفسهم وتثبيث مكانتهم على المنصة”.

يعتقد شيخ كذلك أننا فضاء التدوين المصغّر قد يخضع للتجزئة في نهاية المطاف.

يرى شيخ: “أن Twitter شركة تكاد تكون حديثة العهد منذ قيام ماسك بالاستحواذ عليها، لذلك لا ينبغي استبعادها من المناقشة”، مشيراً إلى أن “الآخرين سيقومون كذلك بتطوير منصات تقدم خدمات التدوين على نطاق مصغّر، فيما لو استشفوا إمكانية للنجاح من جرّاء ذلك”.